شارك وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في مؤتمر "قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية - الواقع والمستقبل" الذي عقد في جمهورية مصر العربية.
وقال في مداخلة له: "يقول الثعلب في الاسطورة، "هذا حزرم راقبه في حلب" فمتى يقول المجتمع الدولي في المأساة الملموسة في حلب "هذا مجرم تم ضبطه في حلب". والمجرم هنا ليس حاكما ولا نظاما ولا مرتزقا ولا طائرات مستأجرة بل هو كل هؤلاء يضاف اليهم تواطؤ دولي مشين لم تذكره الانسانية ولم ينج احد من آثاره".
اضاف :"قبل ان آتي الى هذا المؤتمر كنت قد رتبت افكاري بطريقة معينة، لكن بعدما استمعت الى الخطب في المؤتمر رأيت من الضروري أن أشير الى انه كيف يمكن لزاد الخير أن تجد فرصتها بعد ان زاد الشر الى هذا الحد، واسأل هل تفرس احد في وجه ذاك الطفل الذي يتجاوز العاشرة وهو يقول أنا احب سوريا، هل داخل هذا الطفل ارهابي؟ اقتضى اقتلاعه من أرضه وتشريده على شطآن تركيا العريقة".
ورأى ان "الاقتلاع القسري من الارض أصبح سمة العقدين الاولين من هذا القرن. وهذا الاقتلاع يستهدف أول ما يستهدف العرب ونحن كشعب عربي او شعوب عربية قد لا نشكل أقل من 8 بالمئة من سكان العالم، لكنا وليس بكل فخر نشكل الان ما لا يقل عن 40 بالمئة من لاجئي العالم. ومصيرنا اليوم تعالجه المنظمات الدولية، أي المنظمات المتعلقة بالمشردين الذي يبذل في هذا الصدد وهو مال عربي، ولكن لا توجد منظمة عربية منبثقة عن جامعة الدول العربية او عن اية دولة عربية تأخذ على عاتقها امرا اسياسيا وهو صيانة الديموغرافية العربية".
وقال :"هذه المرأة يمكن ان تصبح الان سلعة في سوق الاعضاء البشرية. وفي سوق اللحوم التي تعلمونها وفي سوق النخاسة وفي كل هذه الاسواق، ولكنها في النهاية تعبر عن مستوى التمزق الذي اصاب الخلية الاجتماعية العربية. فبقضية اللاجئات لا يمكن ان نلجأ للمخططات وما يبحث في الغرف المبردة لقادة الدول الذين يضرمون نار جهنم فينا. ونحن ننتظر سعفة او رحمة او مشروعا قابلا للتحقيق واذا كان المجتمع العربي فاشلا حتى الان في ابتكار حل سياسي، فلا أقل من تدبير اجتماعي يصون ما تبقى لنا من شرف".
أضاف : "نحن في لبنان نحاول ان ننظم مسألة الوجود السوري لكن اقول لكم بصراحة: هذه مسألة شراكة وليست فقط عربية هذه شراكة دولية. انا لمست ذلك من كثرة الموفدين الدوليين خصوصا الاوروبيين الذين يبدون حسن نية ويلوحون بكف مبسوطة، وما كان لهم ان يفعلوا ذلك الا بعد ان شعروا بصورة ملموسة بالخطر الداهم الذي بدأ يتسلل اليهم. لذلك نحن في شراكة وكل شريك عليه ان يقدم حصته من هذه الشراكة، كثر منهم يقدمها بالكلام وبعضهم يقدمها بالمعونات، اما نحن في لبنان فحصتنا من هذ الشراكة هي بكل بساطة هي مصيرنا، مصيرنا الان على المحك اذا استمرت هذه الامور كما هي عليه فإننا نرى ان هذه الامور قد تقضي الى ما ليس بالحسبان".
وختم درباس :"الان نسبة اللاجئين العرب بالنسبة الى لاجئي العالم هي 40 بالمئة اخشى ان ترتفع هذه النسبة كي تصبح 99.99 بالمئة على النمط الاستبدادي العربي الذي تعلمونه. نحن نحصد ثمار الاستبداد وآن لهذا الاستبداد ان يرحل وان نتصدى له بالكلام بأنه لم يعد يقوى على الصمود وهو يستطيع ان يفعل شيئا واحدا هو ان يقتل ونحن نستطيع ان نحيا ونحيا ونحيا".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News