يكبر التعويل لبنانيا ودوليا، على دور ما يمكن ان تلعبه فرنسا لملء الفراغ المتربع على عرش الرئاسة الاولى منذ عامين تقريبا سيكتمل عقدهما في 25 أيار المقبل. فالمنسقة الخاصة للامم المتحدة سيغريد كاغ انتقلت الى باريس مرارا منذ مطلع العام، حيث قابلت وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت طالبة تدخل بلاده لدى الجهات الاقليمية المؤثرة في الملف الرئاسي اللبناني وأهمها ايران والسعودية، كما ان الكنيسة المارونية وعددا من الاطراف السياسيين، بينهم الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط طرق ابواب فرنسا في الاشهر المنصرمة سائلا اياها التحرك لحل الازمة اللبنانية.
وفي حين كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عرض في قصر الصنوبر لسبل انجاز الاستحقاق مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أصر على زيارة بيروت منذ أسابيع ناقلا اليها رسالة دعم قوية، فان الملف كان مدار بحث بين الرجلين مجددا أمس في الاليزيه. وفي السياق، أشارت اوساط دبلوماسية عربية مقيمة في باريس الى ان الراعي طلب من هولاند التحرك لانقاذ لبنان والتواصل لهذه الغاية مع الرياض وطهران في شكل خاص لتسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية. ولفتت الاوساط الى ان الراعي لا يملك اسما محددا للرئاسة وقد ردّد ان انتخاب اي رئيس أفضل من الفراغ، ويجب ملء الشغور بأي ثمن وأيا يكن اسم هذا الرئيس. وأوضحت الاوساط ان اقتراح انتخاب رئيس لسنتين الذي تم التداول به ابان زيارة هولاند لبنان، لم يكن من صنع فرنسا او بكركي بل طرح من قبل جهات معينة في فريق 8 آذار.
وسط هذه الاجواء، توقعت الاوساط ان تتحرك فرنسا مجددا على خط ايران، مع تقدم التسوية السورية، لحثها على فك أسر الاستحقاق اللبناني، مع ان تجاوب طهران مع مساعي باريس يبقى صعبا، ذلك ان الجمهورية الاسلامية لن تتخلى عن ورقة الرئاسة الا مقابل دور اقليمي لها، الامر الذي لا يمكن فرنسا ان تقدمه لها، على عكس واشنطن وموسكو اللتين ترفضان حتى اللحظة التفاوض معها، وكل المؤشرات تدل الى ان طهران لا ترغب بالافراج عن الرئاسة حاليا، فحتى ترشيح شخصيتين حليفتين لـ"حزب الله" للرئاسة لم يبدل في قرار مقاطعته جلسات الانتخاب وكان آخرها اليوم. وتكشف الاوساط عن اقتناع بدأ يترسخ لدى الفرنسيين بضرورة البحث عن رئيس توافقي يرضى عنه كافة الافرقاء السياسيين يكون من خارج نادي الزعماء الاربعة بعد ان عجزوا عن تحقيق خرق في الملف الرئاسي.
وغداة لقاء الراعي – هولاند، برزت رسالة وجهها الرئيس الفرنسي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم أكد فيها العمل من أجل حل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ودعم لبنان لا سيما في مواجهة أعباء أزمة النازحين، في وقت كان وزير الصحة وائل أبو فاعور يعرب عن أمله في "أن تتمكن فرنسا من تحريك المياه الراكدة في موضوع الرئاسة اللبنانية"، مضيفا "في هذا الظلام الدامس المحيط بنا، الرهان اللبناني على جهد فرنسي ما يمكن أن يخرج موضوع الرئاسة من الاعتقال الذي هو أسيره منذ ما يقارب السنتين".
في غضون ذلك، كشفت الاوساط عن حراك أميركي غربي فعلي محوره لبنان، من المرتقب ان يتكثف مع انتهاء استحقاق الانتخابات البلدية، هدفه انجاز الانتخابات الرئاسية، متحدثة عن اصرار أميركي على وضع قطار الملف اللبناني على سكة الحل قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي باراك اوباما.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News