متفرقات

نور نيوز
الثلاثاء 10 أيار 2016 - 19:31 نور نيوز
نور نيوز

وانغ يي: مستعدون للعمل مع العرب في إطار بناء الحزام والطريق

placeholder

وزعت سفارة الصين في بيروت كلمة وزير الخارجية وانغ يي عشية انعقاد الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي، جاء فيها: "سينعقد الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي في قطر يوم 12 مايو الجاري، الذي يعد مهرجانا للتشاور حول التعاون الجماعي بين الجانبين بمناسبة الذكرى الستين لانطلاق العلاقات الدبلوماسية بينهما في هذا العام.

قبل عامين، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة التشارك الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" وتشكيل اطار التعاون "1+2+3" في الاجتماع الوزاري السادس المنعقد في بجين. وعلى مدى العامين الماضيين اصبحت شجرة التعاون الصيني العربي وارفة ومثمرة بفضل الجهود المشتركة من الجانبين.

زادت أسس الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين الصيني والعربي متانة. ظلت الصين تدعم الدول العربية في استكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية وبإرادتها المستقلة، وتدعم جهودها في استعادة الحقوق الوطنية المشروعة، بما فيه اقامة دولة فلسطين المستقلة. وفي المقابل قدمت الدول العربية دعما غاليا للصين فيما يتعلق بمصالحها الحيوية وشواغلها الكبرى. ولغاية اليوم اقامت الصين علاقات استراتيجية مع 8 دول عربية وانضمت 7 دول عربية الى البنك الاسيوي للاستثمار في البنية التحتية كعضو مؤسس.

كما اصبح التخطيط الاعلى اكثر نضوجا في تعزيز التواصل وتوطيد الثقة المتبادلة بما يوفر اطارا سياسيا متينا للتعاون في مختلف المجالات، ويشكل ضمانا اساسيا للحفاظ على حيوية الاليات في اطار المنتدى. في مطلع هذا العام اصدرت الحكومة الصينية اول وثيقة لها بشأن سياستها تجاه الدول العربية واصبحت هذه الوثيقة منهجا مهما ودليل عمل لتطوير العلاقات الصينية العربية.

زادت روابط التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين الصيني والعربي قوة، الان تعد الدول العربية ابرز شريك التعاون للصين في مجال الطاقة واحد اهم الاسواق للمقاولة الهندسية والاستثمار وراء البحار، وقد اصبحت الصين ثاني اكبر شريك تجاري للدول العربية ككل واكبر شريك تجاري ل 10 دول عربية.

في العامين المنصرمين تقارب قيمة عقود للمقاولة الهندسية التي وقعتها الصين في الدول العربية 50 مليار دولار، كما قام الجانبان بإنشاء صندوقين مشتركين للاستثمار واطلاق مشروعات هامة في مجالات نقل الطاقة الانتاجية وتكرير النفط والبتروكيماويات وتشييد الموانىء والبنية التحتية. كما حققت المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة الصينية الخليجية تقدما مشجعا حيث انهى الجانبان من حيث المبدأ مفاوضات تجارة السلع بشكل حقيقي، واتفقا على السعي للوصول الى اتفاقية منطقة التجارة الحرة في غضون العام الجاري، فضلا عن افتتاح المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا وتوقيع اتفاقية التعاون بشأن تشغيل نظام بيدو للملاحة عبر الاقمار الاصطناعية وانجاز الاعمال التمهيدية لانشاء مركز التدريب العربي للاستخدام السلمي للطاقة النووية ومركز التدريب للطاقة النظيفة.

وكل هذه المنجزات تساهم مساهمة كبيرة في اثراء مقومات اطار التعاون "1+2+3" وتطوير التعاون العملي بين الجانبين الصيني والعربي عمقا واتساعا، وستلعب دورا رياديا مهما في تعزيز الاندماج المصلحي بين الجانبين في اطار "الحزام والطريق".

زادت الاستفادة المتبادلة بين الحضارتين الصينية والعربية عمقا، تتمتع الصين والبلدان العربية برصيد وافر في البعد الثقافي، ولا يحبذان نظرية التفوق الحضاري والتصادم بين الحضارات، بل يدعوان الى التنوع الحضاري. في هذا السياق اقام الجانبان عديدا من آليات التعاون في اطار المنتدى وفي مقدمتها ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة والمهرجانات الفنية، الامر الذي يحرك التطور الحيوي للتواصل الثقافي بين الجانبين.

بالاضافة الى ذلك، تنوع التواصل الصيني العربي في المجالات الحزبية والشبابية والسياحية والتعليمية، ويتقدم التخطيط الطويل والمتوسط المدى للتعاون الى الامام بخطوات متزنة في مجالات الثقافة والاعلام والتدريب، وحتى الان تم فتح 11 معهد كونفوشيوس و5 فصول كونفوشيوس في 8 دول عربية، واصبحت 11 دولة عربية مقصدا سياحيا للمواطنين الصينيين. وبلغ عدد الرحلات الجوية بين الصين والدول العربية 183 رحلة كل الاسبوع، وبلغ عدد المتنقلين بين الجانبين 1,02 مليون شخص سنويا. كما نظم الجانبان سلسلة من فعاليات التواصل الودي في اطار سنة الصداقة الصينية العربية في عامي 2014 و 2015.

ما زالت الاوضاع الدولية تشهد تغيرات معمقة ومعقدة، وتتطور تعددية الاقطاب والعولمة الاقتصادية على نحو اعمق، على هذه الخلفية، يعمل الشعب الصيني بكل طاقته على انجاز بناء المجتمع الرغيد على نحو شامل وتحقيق الحلم الصيني للنهضة العظيمة للامة الصينية. في عام 2015، حققت الصين نموا بوتيرة فوق متوسطة تبلغ 6,9%، وتجاوزت نسبة مساهمتها في نمو اقتصاد العالم 30%، مما جعلها محركا مهما للنمو العالمي. وفي المقابل تبذل الشعوب العربية جهودا دؤوبة من اجل تحقيق حلمهم في احلال السلام والاستقرار والتنمية، وتؤتي جهود دول المنطقة للاصلاح والنهضة ثمارها بفضل تطلع شعوب المنطقة الى حياة افضل. لذلك، تربط المهمة المشتركة للتنمية والاهداف المشتركة الجانبين الصيني والعربي بشكل أوثق.

في يناير الماضي، القى الرئيس شي جينبينغ كلمة تجاه العالم العربي في مقر الجامعة العربية اثناء جولته في الدول العربية، حيث اوضح بشكل منهجي مفهوم التعاون الصيني العربي للتنمية، واعلن عن حزمة المبادرات الهامة للتعاون، الامر الذي رسم خطة طموحة لمسيرة العلاقات الصينية العربية. يجب على الجانبين الصيني والعربي انتهاز فرصة تنفيذ نتائج زيارة الرئيس شي جينبينغ لبلورة التوافق والتركيز على الافعال ومواصلة استكمال التصميم الأعلى لآليات المنتدى، بما يدفع الى امتداد "الحزام والطريق" في المنطقة العربية، ويزيد الأرضية المشتركة للامتين الصينية والعربية في مسيرتهما نحو النهضة.

- تعزيز التواصل والتعاون وتدعيم السلام والاستقرار. إن بناء "الحزام والطريق" بينما يتطلب بيئة سلمية ومتناغمة، يتمكن من توفير قوة الدفع الضخمة لتحقيق السلام في المنطقة. ستواصل الصين مشاركتها البناءة في شؤون المنطقة لإيجاد القاسم المشترك الاكبر لهموم الاطراف المختلفة عبر الحوار. إن الجانب الصيني سيشارك بنشاط في دفع عملية حل سياسي للمسألة السورية وغيرها من القضايا الساخنة في منطقة الشرق الاوسط، ويدعم جهود الوساطة للامم المتحدة، ويدعم حوارات تشمل كل الاطراف والإسراع بوتيرة إعادة الاعمار السياسي والاقتصادي. وسيقدم الجانب الصيني مزيدا من المنتجات العامة لمساعدة الدول العربية على تعزيز القدرة على تثبيت الاستقرار، وتدعيم السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، كما يحرص الجانب الصيني على مواصلة التواصل والتنسيق مع الجانب العربي واحترام المصالح الحيوية والهموم الكبرى للجانب الآخر في القضايا الدولية العامة، ودعم المطالب المشروعة والدعوات المعقولة للجانب الآخر، والعمل بحزم على حماية العدل والعدالة الدوليين والمصلحة المشتركة للدول النامية الفقيرة.

- الالتحام بين الاستراتيجيات التنموية وتعميق التعاون العملي. في الوقت الراهن، يمر كلا الجانبين الصيني والعربي بمرحلة حاسمة للتنمية، إذ طرحت الحكومة الصينية مفهوم التنمية القائم على الإبداع والتناسق والنظافة والانفتاح والتنافع في خطتها الخمسية الثالثة عشرة للتنمية، ويحرص الجانب الصيني على ضم جهوده الى الجانب العربي في إطار "الحزام والطريق"، باعتباره منبرا منفتحا وعمليا وطويل الأمد، وتعزيز نمط التعاون الجديد "النفط والغاز بلاز"، وتسريع عملية تسهيل الاستثمارات ونقل التكنولوجيا المتقدمة والحديثة، والدفع الى بناء المناطق الصناعية ذات الاولوية. إن الجانب الصيني قام بنقل الطاقة الإنتاجية الى الجانب العربي من باب الصدق، وليس لديها أي مآرب أنانية، وسيربط طاقته الانتاجية المتفوقة بالموارد البشرة العربية بشكل فعلي، بما يساعد الجانب العربي على إنشاء القطاعات التي تكون في حاجة ماسة اليها، مثل الصلب والحديد والمعادن غير الحديدية ومواد البناء والزجاج وصناعة السيارات ومحطات توليد الكهرباء، ويدعمها لإيجاد طريق جديد واقتصادي وأخضر ويراعي الشعب للعملية الصناعية، لجعل ثمار هذا التعاون يفيد مزيدا من الصينيين والعرب، وتحقيق التنمية المشتركة للصين والدول العربية.

- تكثيف التواصل الثقافي والإنساني وتحقيق التفاهم بين الشعوب. التقارب بين الشعوب أساس التواصل بين الدول. إن التواصل الثقافي والانساني أساس الصداقة التقليدية بين الصين والدول العربية، وركيزة مهمة لبناء الحزام والطريق. سيواصل الجانبان الصيني والعربي تكثيف التواصل الثقافي والانساني بينهما، وتوسيع التواصل والتعاون في مجالات التعليم والثقافة والصحة والعلوم والتكنولوجيا والسياحة والشباب والاعلام والاذاعة والسينما والتلفزيون، وتكوين الموارد البشرية وغيرها في اطار منتدى التعاون الصيني-العربي، بما يعزز التفاهم والصداقة بين شعوب الجانبين ويمد جسر التواصل والتبادل بين الامتين الصينية والعربية، ويدفع عجلة الحضارة البشرية نحو التقدم والازدهار.

-إجراء حوار بين الحضارات والدفع بالتنافع الحضاري. إن "الحزام والطريق" طريق قائم على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وكذلك طريق نحو التلاحم والتكامل بين الحضارات. ستواصل الصين دعمها الثابت لجهود الدول العربية في الحفاظ على ثقافتها الوطنية الاصيلة، وجهودها لتسوية النزاعات الطائفية وإذابة الفوارق العرقية وتصدي انتشار الأفكار المتطرفة، وترفض التمييز والانحياز بأي شكل من الاشكال بحق عرق أو دين بعينه. سنعمل على تعزيز الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، وتكريس التسامح الحضاري وتقاسم الخبرات في تعزيز الانسجام بين الاديان واقتلاع التطرف وإقصاء القوى والافكار المتطرفة، كما نعمل على توفير قوة دفع أكثر ديمومة للتنمية والازدهار للجانبين الصيني والعربي من خلال تكريس ثقافتهما الأصيلة.

قبل 2000 سنة، سجلت الأمتان الصينية والعربية آية مبهرة للتفاهم والتواصل على طريق الحرير القديم. واليوم، يتلاقى "الحزام والطريق" في الدول العربية، ويربطان طرفي قارة آسيا، ويدخلان التعاون الشامل الأبعاد بين الجانبين الصيني والعربي الى مرحلة جديدة. إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب العربي في إطار التشارك في بناء "الحزام والطريق"، على ربط البنية التحتية وتعزيز الالتحاق بين الاستراتيجيات التنموية وتدعيم التقارب الحضاري والثقافي، بما يجعل كعكة التعاون المتبادل المنفعة أكبر فأكبر، وبالتالي يشكل منبرا واسعا يساعد على تحقيق "الحلم الصيني" والنهضة للامة العربية. دعنا ننتهز فرصة بناء "الحزام والطريق" ونلتزم الصداقة التقليدية ومبدأ المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ونبذل جهودا مشتركة لدفع علاقات التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية الى الامام".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة