"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
شهدت مدينة الزبداني في ريف دمشق الجنوبي الغربي، إرتفاعاً حاداً إنعكس تسخيناً على جبهات وخطوط القتال الأساسية التي لم تشهد أي تغيّر منذ بدء سريان مفعول هدنة الـ 6 أشهر منتصف أيلول الماضي (إنتهت الهدنة هذه في منتصف آذار المنصرم).
وشهدت المدينة يوم أول من أمس الأثنين، عمليات قصف شنها سلاح المدفعية في حزب الله إستهدف خطوط عسكرية واقعة في منتصف المدينة، أي في الجزء الذي لا زال تحت سيطرة الفصائل المسلحة ويقدر بـ 1 كلم مربّع، فيما دارت إشتباكات على قدرٍ رفيع من الحدة والعنف على خطوط التماس الفاصلة بين وحدات حزب الله والجيش السوري من جهة والفصائل المسلحة من جهة ثانية، حيث إعتبرت هذه الإشتباكات "الأولى من نوعها بهذا المستوى منذ بدء سريان الهدنة".
وعلم "ليبانون ديبايت" من مصادر ميدانية، أنّ تسخين الجبهات في الزبداني مردّه لعدم تقيّد المجموعات المسلحة بالهدنة الروسية سارية المفعول المعمول بها حالياً في سوريا، حيث بادر هؤلاء أكثر من مرة إلى إستهداف عناصر من حزب الله والجيش السوري برميات قنص في ظل سريان وقف إطلاق النار في الزبداني وهو ما يعتبر خرقاً كان يؤدي لسقوط إصابات، لكن ما فجّر الأمور حتى وصلت حد تنفيذ رميات مدفعية - صاروخية كانت بمستوى "التمهيد الناري"، هو قيام الفصائل المسلحة في منطقة ريف إدلب الشمالي بعمليات قصف إستهدفت بلدتي الفوعة - كفريا ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وذلك يوم الأحد الماضي.
وكان حزب الله قد أنذر في وقتٍ سابق الفصائل المسلحة في ريف إدلب الشمالي من مغبة الإستمرار بعمليات الإستفزاز وخرق الهدنة عبر قصف الفوعة - كفريا وإمكانية أن يترتب عن ذلك تسخين على محاور كان المسلحون قد ربطوا مصريها بمصير الفوعة - كفريا أبان المعارك في الزبداني الصيف الماضي.
وعلى ما يبدو، فإن حزب الله الذي رفع جهوزيته في الزبداني إلى الحالة القصوى، يتجه إلى كبح جماح المسلحين في المدينة عبر سيناريو عسكري يعده وربما سيصار إلى تنفيذه في المدى المنظور هو بمثابة الخطة "ب" بعد "أ" التي تعني الحفاظ على وفق إطلاق النار، وذلك يمكن ملاحظته من خلال تعزيز قواته في المدينة بمقاتلين من قوات النخبة التابعة لوحدة "الرضوان" والتي بدأت بالتوافد تباعاً.
وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، أبلغ حزب الله، لجنة المصالحة الموكلة إليها مهمة متابعة وقف إطلاق النار، أن "صبره قد نفذ" بعد تكرار محاولات الإعتداء من جانب هؤلاء، كما أبلغ من يلزم أنه بصدد تفعيل معادلة "الفوعة - كفريا مقابل الزبداني" في حال إستمرّت الإعتداءات على النحو السائد حالياً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News