مختارات

الجمعة 13 أيار 2016 - 08:11 الديار

الانفصام يزداد بين المستقبل والحالة الشعبية في طرابلس

placeholder

اين هو المزاج الطرابلسي.. هل هو مزاج حريري كما يردد انصار المستقبل في كل مناسبة ويفاخرون بأن المزاج لا يزال حريريا ولم يتغير؟.. ام هو مزاج متنوع الهوى ويتوزع على قوى وتيارات سياسية وحزبية متعددة؟.. هل اصبحت مدينة طرابلس مؤمنة بالتعددية السياسية ام هناك من يصر على اخذ المدينة رهينة مشروعه السياسي؟ بالرغم من كل المتغيرات..
التجول في احياء وشوارع طرابلس لا بد له من تلمس حجم التغيير الحاصل في المزاج الطرابلسي ولعل اصوات عشرات الشبان الملاحقين وفق مذكرات او وثائق اتصال خير من يقدم مثالا على انقلاب المزاج الشعبي الطرابلسي.

فهناك شبان في احياء التبانة والقبة لديهم كل الاستعداد لتسليم انفسهم الى القضاء اللبناني لانهاء ملفاتهم القضائية ليعودوا الى عائلاتهم وممارسة حياتهم الطبيعية. هؤلاء الشبان لم يخفوا مشاعرهم تجاه الطبقة السياسية الطرابلسية ولا حيال رجـال الدين الـذين امـسكوا بمـفاصل طرابلس لاشهر عـدة. ومن بين هؤلاء الشبان من يفصح علنا بأن سياسيي طرابلس وبعض مشايخها هم الـذين ورطـوهم ومن ثم تركوهم يواجهون مصيرهم ولم يتطلعوا حتى لمعاناة عائلاتهم التي باتت تحت خط الفقر بكثير.

العائلات الشعبية الطرابلسية وخلال تجوالنا لفتت الى ان اللعبة السياسية في طرابلس جعلت منهم ادوات في مشروعهم السياسي، وحين انتهاء اللعبة تخلوا عنهم. وبذلك فان المزاج الطرابلسي لم يعد على حاله حين كانت ايماءة من الرئيس الحريري تجعل الطرابلسيين يهبون هبة رجل واحد. ومشاعرهم تختزن الكثير من العواطف المنحازة الى دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودماء الضحايا الابرياء الذين سقطوا في التفجيريين الارهابيين في مسجدي التقوى والسلام.

هذه الايماءة لم تعد تفـعل فعلهـا بعد انكشـاف المستور من خطط مشاريع الحريري، الذي لا يترك وسيـلـة من الوسائل للعودة الى كرسي رئاسة الحكومة، غير مهتم بما تحصده من نتائج سلبية على الشرائح الشعبية في المناطق التي يعتبرها نقطة ارتكاز شعبي لها.

وما يمكن ملاحظته هو ان الحالة «المستقبلية» في طرابلس شكلت بتراجعها افساحا في المجال بتقدم تيارات سياسية الى الامام بدءا من تيار العزم مرورا بتيار كرامي وحالة الوزيـر محمد الصفدي وهي حالات اصبحت كـافية لتقدم صورة طرابلسية جديدة عن تعددية سياسية عكس ما كانت عليه الحالة قبـل عدة سنوات حين كانت هناك محاولات حثيثة تجري لالغاء الاخر. وتـقديم المشهد الطرابـلسي على انه مشهد احادي المزاج، يتحكم بمفاصل طرابـلس وباداراتها وبمراكز القوى فيها.

ويقول مصدر مطلع ان التيار الازرق لم يتقبل حتى الان حقيقة هذا التراجع وقياداته يكابرون في الاعتراف ومن شأن هذه المكابرة ان تزيد حالة الانفصام ما بين التيار الازرق والشرائح الشعبية كافة التي خرجت من صفوف الازرق اكثر فقرا واكثر حرمانا واكثر تشردا واكثر بطالة وسجون امتلأت بالشباب الطرابلسي وشباب اخرون ملاحقون ومئات الشباب الذين هاجروا.

ان ما يطلبه يفيد مصدر طرابلسي العديد من الشباب الطرابلسي اليوم هو انصاف الشباب وانصاف مدينة طرابلس وان يكون الصراع السياسي فيها هو صراع من اجل النهوض بطرابلس وليس الصراع على مصادرة قرارها. وان اليوم الذي كانت بعض القوى تصادر هذا القرار قد ولى لان قرار طرابلس سيبقى لطرابلس والطرابلسيين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة