نظمت "رابطة البترون الإنمائية والثقافية" ندوة بعنوان "المرأة نصف المجتمع" شاركت فيها وزيرة المهجرين أليس شبطيني والوزير السابق دميانوس قطار، في حضور ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نعمه ابراهيم، مسؤولة الصليب الاحمر في البترون كلود درزي، ممثلي جمعيات وأندية وهيئات ونخبة من رجال الفكر والثقافة، اضافة الى رئيس الرابطة الدكتور سمير أبي صالح والاعضاء.
ثم كانت كلمة شبطيني التي قالت: "في هذا الشهر الثقافي بامتياز، نأتي الى البترون تلبية لهذه الدعوة الكريمة من رابطة البترون الإنمائية والثقافية لكي نشارك في إحياء فعاليات هذه الرابطة الناشطة ثقافيا وإنمائيا والتي نؤكد فيها سرمدية حضارتنا اللبنانية منذ فينيقيا الى لبنان الحديث وعلى ريادة شعبنا عبر التاريخ حيث من هنا كان إنتشار الحرف وخوض غمار البحر وتأسيس أولى مفاهيم التبادل التجاري والحضاري. أما وأن يكون للمرأة في إطار هذه الفعاليات حصة كبيرة فهذا أمر لا يعني كونه لفتة مشكورة وحسب وإنما هو تعبير عن نظرة راقية لموقع ودور المرأة بإعتبارها نصف المجتمع والتي قال عنها المثل الفرنسي " إذا أردت ان تعرف رقي أمة فانظر الى نسائها".
وأضافت: "صحيح أن المرأة هي نصف المجتمع، ولكن الصحيح الأكبر هو أن المرأة تتحمل ما لا يتحمله الرجل في مسيرة الحياة والإستمرارية من معاناة وصبر أثناء الحمل والولادة ثم الحضانة والتربية والسهر لإنتاج الأجيال لصيرورة البشر وهذي ليست منة وإنما هي الحقيقة واعترافا بأن المرأة نصف المجتمع زائد واحد معنوي إكراما لأنها المقام الوحيد لصناعة المخلوق الإنساني، حيث أن العلم بكل عظمته إعتمد المرأة وحدها للولادة والتوالد برعاية الرب عز وجل، مع مراعاته لحالات قليلة واستثنائية على هذا الصعيد".
وأعربت عن أسفها لأنه "رغم كل هذه العظمة التي تمتاز بها المرأة ما زالت بعض الأنظمة والقوانين تعاملها في العديد من الدول والمجتمعات على أنها عنصر ضعيف عاجز، وتخضع لجميع أنواع العنف والمهانة والتصفية الجسدية، إنطلاقا من عقول متحجرة ومتخلفة ومتزمتة، وحدث ولا حرج عندما يصل الموضوع الى مقولة "لا يسلم الشرف الرفيع" وغيرها من قضايا الخيانة والاغتصاب، وهي حجج لإبقاء المرأة تحت سيطرة تسلط الرجل والتقاليد البالية ووضعها دائما في قفص الخوف والاتهام ومنعها من التقدم والتطور. ورغم كل هذا المسلسل المأسوي الذي مرت به المرأة ولم تزل، أثبتت في العديد من البلدان والمجتمعات، على أن تكون شريكة حقيقية ولها شخصيتها وحضورها ومصدر الإلهام والإبداع من خلال كفاحها ونضالها وسعيها الدؤوب من أجل الحرية والتحرر. وقد أعطت المرأة اللبنانية على هذا الصعيد نموذجا حيا بدءا من التربية والتنشئة والإعداد داخل العائلة، وصولا الى التفوق الملحوظ في كل الميادين السياسية والإجتماعية والإقتصادية وطرقت أبواب جميع المهن ومارستها بجدارة".
وقالت إن "المرأة اللبنانية مؤمنة بأن روح السلام والمحبة والطمأنينة صفات ملازمة لصفات المرأة التي كافحت ولم تزل في سبيل التحرر وإعلاء شأن المجتمع والإنخراط الجاد في مسيرة التطور والبناء والحفاظ على وحدة الأرض والشعب والدولة والكيان ومساهمتها في الحفاظ على تعزيز مسيرة السلم الأهلي".
ورأت أنه "آن الأوان لأن يحظى نصف المجتمع المتمثل بالمرأة بكامل الحقوق والواجبات، بحيث لا تبقى الكوتا النسائية هبة أو منة يمنحها النصف الآخر، وبات من المحتم أن يتساوى مجتمعنا ذكورا وإناثا وأن نصل الى مرحلة تكون فيه المواطنة والكفاءة هي المعيار والأساس".
وطرحت "مسألتين لهما علاقة بالمرأة وبأهمية دعمها وتشجيعها ورفع الغبن عنها: المسألة الأولى هي المرأة والسلام، إذ نعتبر أن دور المرأة في صنع السلام أساسي وفعال، وخصوصا أن العمل من أجل السلام هو فعل إيمان، فلا بد من أن نتمسك ونسترشد بما نصت عليه الأديان السماوية من مباركة لصانعي السلام وتشديد على أهمية ذلك، وللمرأة مسؤولية كبرى على هذا الصعيد، خصوصا أننا ننتسب الى شرق يغلي بالحروب والنزاعات، والمرأة قادرة أن تكون رأس حربة في هذا المجال، وكان لي شرف تمثيل لبنان الشهر الماضي في سيول في مؤتمر المرأة ودورها في صنع السلام، ولاقت مشاركتنا ترحيبا من منظمات دولية مشاركة فيه، وقد استطعنا الإضاءة على أن المرأة العربية واللبنانية بالتحديد تلعب دورا بارزا في صناعة السلام في منطقتنا. أما المسألة الثانية فهي ضرورة رفع الغبن عن المرأة في بلادنا عن طريق محاربة المتعصبين والمتزمتين تجاهها، وبالتحديد الوقوف في وجه العنف ضد المرأة من خلال وضع قوانين صارمة على هذا الصعيد وإنزال أشد العقوبات بالفاعلين وعدم التهاون بهذه المسألة إطلاقا".
وأضافت: "من هنا تبدو أهمية التكامل بين المجتمع المدني والدولة على حد سواء، من أجل سن التشريعات العصرية والمتطورة والتي تكفل للمرأة القيام بدورها الريادي على أكمل وجه وتحررها من مختلف القيود والعادات التي لا تزال سائدة في العديد من المجتمعات والتي تسهم في الإبقاء على مستوى خطير من الفقر والجهل والتخلف. ولقد أثبتت التجارب والشواهد في عصرنا الحديث أن نهضة المجتمع البشري ونجاح تطوره يتوقفان بالدرجة الأولى على نهضة وتحرر المرأة وإطلاق يدها الى جانب الرجل في ورشة التحديث والإصلاح، وبالتالي إفساح المجال أمام مبدأ التكافؤ وتوفير الفرص بين مكونات المجتمع نساء ورجالا".
وثمنت نشاط رابطة البترون "الذي هو خير دليل على صحة وعافية المجتمع اللبناني الواحد والموحد، وإن لبنان بشبابه وشاباته قادر على تخطي شتى الأخطار الداهمة، وبالتالي فإن المرأة اللبنانية ستبقى في مقدمة الصفوف رافعة راية التطور والتقدم والتحديث".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News