مختارات

صونيا رزق

صونيا رزق

الديار
الأربعاء 18 أيار 2016 - 06:49 الديار
صونيا رزق

صونيا رزق

الديار

انتخابات بريح فتحت جرح الماضي

placeholder

تبقى بلدة بريح الشوفية العنوان الاساسي لعودة المسيحييّن المهجرين من مناطقهم منذ العام 1983، ولا تزال البلدة تنتظر إعادة الحق الى اصحابها، بعد إزالة كل العراقيل منذ ان فتح باب العودة الى الجبل.

فالملف تحرّك نوعاً ما منذ الزيارة التي قام بها البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الى الجبل في آب 2001، وحينها جرى تأكيد من قبل الكاردينال صفير والنائب وليد جنبلاط على ضرورة إجراء مصالحة الجبل بين المسيحيّين والدروز، فكان موقف لافت لجنبلاط بأن بعض القرى تتطلب جهداً استثنائياً كي تزال تشنجاتها وحينها قصد بلدة بريح، لكن ملفها عاد ليُطرح من جديد حين تم التوقيع على "بروتوكول بريح" في ايلول من العام 2011، بين رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان والنائب جنبلاط في بيت الدين، اذ كانت العودة تحتاج الى قرار جذري كي يتمكن ابناؤها من الرجوع باطمئنان وبعيداً عن اي حذر يُذكّرهم من جديد بمآسي الحرب. الى ان حصلت زيارة البطريرك بشارة الراعي قبل سنيتن لوضع حجر الاساس لبناء كنيستيّ مار جرجس ومار الياس اللتين تهدمتا خلال معركة الجبل، وحينها بدأ الارتياح المسيحي واعقبه الاتفاق على تقديم التعويضات للمهجرين بما يكفي حاجاتهم لاعادة بناء بيوتهم المهدمّة.

وسط هذا المشهد تفاءل المسيحيون خيراً، بحسب ما ينقل بعض الاهالي اذ باتت الحماسة كبيرة لديهم لحصول التغييّر، انطلاقاً من الانتخابات البلدية التي لم تعرفها بلدة بريح منذ عقود من الزمن، فظنوا ان ديموقراطية يوم الاحد ستعيد صيغة العيش المشترك، التي كان سائدة قبل حرب الجبل. فإذا بها تسود البلدة لساعات فقط كما قالوا، لان التشطيب كان سيّد الموقف ولعب دوره فقط على المسيحيين، ضمن لائحتيّ "بريح العيش المشترك"، و"لأجل بريح"، بحيث أظهرت الارقام بأن اللائحة الاولى فازت بتسعة من اعضائها، مقابل ثلاثة اعضاء فقط من اللائحة الثانية، مما يعني ان التشطيب لعب دوره بإمتياز، واللافت ان الفائزين التسعة، خمسة منهم مسيحيون واربعة دروز، فيما الثلاثة الاخرون من الطائفة الدرزية. سائلين عن الاتفاق الذي جرى لمنع التشطيب؟، والكلام عن المناصفة لجمع الفريقين؟، بعد ان تم التوافق على مبدأ المناصفة في توزيع اللوائح، أي أن يكون على كل لائحة 6 مرشحين مسيحيين، و6 دروز لتشكيل مجلس بلدي من 12 عضواً، فيما الواقع كسر هذه المناصفة.

الى ذلك اعتبر الاهالي بأن احتمال إستقالة الاعضاء المسيحيين واردة، لكن تجري مشاورات لمنع حصول ذلك وتفاقم الازمة من جديد، ما يظهر هشاشة المصالحة التي جرت. فيما المطلوب احقاق التوازن، من خلال اعادة السير بالخطة التي كانت تقتضي بالمناصفة بين المسيحيين والدروز. لافتين الى ان المسيحييّن نالوا في الأقلام الدرزية نسبة متدنية جداً، فيما كانت الأرقام متقاربة في الأقلام المسيحية، واشاروا الى ان اللوائح الملغومة تواجدت وضمّت 12 اسماً درزياً من دون أي إسم مسيحي.

وختموا بدعوة المسؤولين الى تصحيح هذا الوضع، والعمل على إعادة الحق الى اصحابه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة