"ليبانون ديبايت":
بدأت النتائج السلبية لمعركة جونية تنعكس على الساحة المسيحية بشكلٍ عام. المعركة التي أخذت طابعاً مارونياً صرفاً، اُريد لها أن تكون جبهةً مارونيةً داخليةً، رأى فيها البعض أنها أرضيةً لتصفية حسابات سياسية تُعيد رسم الأوزان بين الرابح والخاسر، لتبعد بذلك الشأن الإنمائي الذي كان يجب أن يكون هدفاً وغايةً أولى للمتصارعين.
ولا يبدو أن إفرازات المعركة ستنحصر بين من نال التمثيل البلدي ومن أقصيَ عنه بالصناديق، بل أن المؤشرات توحي أن الأمور ذاهبة نحو التأزيم أكثر، أقله في الصف السياسي الماروني، التي ترى أوساط، أنه تعرّض لشرخٍ عامودي ربما لن يكون من السهل معالجته وإعادة عقارب الساعة إلى سابق عهد التعاون.
وبدل أن تكون الإنتخابات عامل جمع يسقي حقل الإنماء، تحولت إلى جرادٍ يأكل ما أمامه من خضار ليحول معالم الأرض إلى بياس، هذا هو أفضل توصيف للواقع المسيحي الذي نتجت عنه في الحقيقة معركتان وليست معركة، واحدة في زحلة، وأقصاها في جونية.
إفرازات المعركة إذاً، إنتقلت من حقل السياسة إلى بيدر المؤسسات الإجتماعية، حيث كان أبرزها، تقديم احد اعضاء مؤسسة الانتشار الماروني إستقالته، بسبب المعركة التي حصلت في جونية والتي رأى فيها أنها معركة مارونية.
وتقدم الشيخ دونالد روي جوزف عبد، وهو القنصل الفخري لجمهورية سيراليون، بكتاب إستقالته إلى رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار وأعضاء مجلس إدرتها عازياً السبب إلى إلتماسه "خروج المؤسسة عن الاهداف التي من أجلها وجدت"، بانياً ذلك على ما جرى في إنتخابات جونية، قائلاً أن "لا سيما ما حصل مؤخراً من خلال انخراط حضرة الرئيس (نعمة افرام) ووقوفه طرفاً بمواجهة زعيم مسيحي سياسي ماروني (ميشال عون) في الانتخابات البلدية التي حصلت في جونية تحديداً".
وبناء على اعتقاد عبد "كان من الاجدى ان تبقى المؤسسة في الموقع الجامع لكل الاطراف المارونية وان تبقى متعالية عن الصراعات السياسية خاصة عندما يكون اطرافها قيادات مارونية".
ويبدو أن "افرام" أمامه عدة مطبات عليه تخطيها بعد خسارة الإنتخابات في جونية، وربما ستستتبع الحملة بعدة إستقالات أو مواقف أخرى ليست بالسهلة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News