"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
في إطار تحليلها للعملية الإنتخابية البلدية في بلدة بعبدات، أوردت صحيفة "البلد"، أن النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع في بلدة بعبدات المتنية في الانتخابات البلدية الاخيرة، مفاجأة لمتابعي اوضاع بعبدات خصوصاً والاوضاع الانتخابية في المتن عموماً، وعاكست الارقام كل التوقعات لجهة حصول لائحة "بعبدات الغد" على ارقام لم تكن متوقعة، خصوصا ان كل الترجيحات والاحصاءات التي قامت بها شركات متخصصة، كانت تعطي الفوز بفارق شاسع للائحة "لبعبدات" التي فازت بفارق لم يتجاوز الـ 80 صوتاً كان يمكن لو اعطى اصحابها اصواتهم إلى اللائحة المقابلة ان تقلب الموازين فتفوز لائحة بعبدات الغد بأغلبية المقاعد.
وفي قراءة متأنية للارقام المسجلة، يبدو جلياً ان لائحة "بعبدات الغد" برئاسة مايك لبكي المدعومة من العائلات البعبداتية والقنصل المحامي نصري نصري لحود والتيار الوطني الحر (بشكل شبه رسمي) وبعض القواتيين، كسرت حاجز التوافق الذي كان سائداً في المجالس البلدية السابقة في بعبدات لفترة طويلة، والاهم ان ما نالته من اصوات في وجه لائحة "لبعبدات" برئاسة الدكتور هشام لبكي والمدعومة من الرئيس الاسبق اميل لحود والنائبين ميشال المر وسليم سلهب وعائلة النائب الراحل نسيب لحود وحزبي الكتائب والقوات اللبنانية، ورئيس البلدية الاسبق المحافظ عماد لبكي، يشكل مدماكاً لبناء مستقبل آخر للبلدة وتوجهاتها.
ومع ان لائحة "لبعبدات" فازت كاملة إلا ان الفارق بين اللائحتين كان نحو 80 صوتاً، وهو ما أظهر الاحجام الحقيقية في البلدة وشعبية التيار الوطني الحر والمحامي نصري لحود والعائلات البعبداتية المتحالفة معهم.
وبعد ساعات على انتهاء العملية الانتخابية التي جاءت بمثابة عرس ديمقراطي وتنافس بروح رياضية بين ابناء البلدة الواحدة، بدأت مرجعيات بعبدات والمتن تحلل الارقام والمعطيات التي اشارت إلى ان نحو 50 في المئة من المقترعين (نحو 1187 مقترعاً وهو العدد الاكبر الذي يقترع في بعبدات منذ زمن طويل بينهم من تم استقدامهم من الخارج) كانوا مع التغيير خصوصاً ان المجالس البلدية السابقة كانت توافقية وعملت بمسار واحد خلال عقد ونصف من الزمن وهو ما يطرح اسئلة مماثلة لما طٌرح في انتخابات بيروت من تمرد الناس على الاحزاب والمرجعيات.
ويؤكد العارفون بواقع بعبدات ان المجلس الجديد – القديم الذي تغيرت فيه خمسة وجوه فقط وبعد 12 سنة من العمل البلدي، بات مجبراً على مد اليد إلى الجميع وإلى اللائحة الخاسرة التي ستشكل مجلس ظل بلديا، لتنفيذ برنامج عمل واعد اقرته كلتا اللائحتين باعتباره برنامجا يلبي طموح البعبداتيين.
ويقول احد المفاتيح الانتخابية العتيقة في البلدة ان إكمال اعضاء وداعمي لائحة "بعبدات الغد" مسيرتهم كفريق عمل واحد متماسك ومتجانس، واختيار المعارضة البناءة في البلدة سيفرض واقعاً جديداً في بعبدات التي كانت نتائجها تعتبر محسومة سلفاً للبعض قبل ان يقول البعبداتيون "بعبدات بلدتي" كما قال البيروتيون قبلهم "بيروت مدينتي" وفي المحصلة قد تكون نتائج الانتخبابات البلدية مقدمة لبوادر التحالفات للانتخابات النيابية المقبلة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News