"ليبانون ديبايت" - لارا الهاشم:
لاول مرة منذ ال 1958 تشهد بلدة تنورين معركة بلدية فعلية يصفها "التنارنة" بالاشرس. على مدى سنوات كانت كلمة الفصل لمشايخ "ال حرب" فكانت اللائحة المرشحة من الشيخ بطرس تضمن ربحها سلفا مع حيازتها على نصف اصوات ابناء البلدة الممثلين بآل حرب ومعهم باقي العائلات. حتى تيار المستقبل الذي نزل بكل ثقله اللوجيستي والمالي في ال 2004 لم ينجح بكسر الشيخ بطرس الذي عزز قوته في انتخابات ال 2010 بتحالفه مع القوات اللبنانية، والذي كان يرشح لرئاسة البلدية اشخاصا من خارج عائلة حرب لضمان احتواء العائلات الاخرى.
لكن رياح التحالف القواتي- العوني في ال 2016 اتت بما لا تشتهيه سفن "ثورة الارز"، فشكل القوات والتيار الوطني الحر لائحة "تنورين بتجمعنا" برئاسة العميد المتقاعد ايوب حرب لاول ثلاث سنوات وميليا غزال طربيه لثاني ثلاث سنوات مدعومة من العائلات، بعدما فشلت كل مساعي التوافق مع الوزير بطرس حرب الذي رد بترشيح "خصم الامس اللدود" بهاء حرب لاول ثلاث سنوات وسامي يوسف مراد لثاني ثلاث سنوات لرئاسة البلدية في لائحة "قرار تنورين".
ترشيح خصم الامس يفسره ابناء تنورين بمحاولة استقطاب قسم من آل حرب، لكنه يبقى غير مقبول بالنسبة للتيار الوطني الحر الذي يؤكد منسقه في البلدة د. سايد يونس" في حديث لليبانون ديبايت ان بهاء حرب منتم الى تيار المستقبل شارحا ان الاخير قاد في ال 1996 وفي ال 2000 معركة طاحنة ضد بطرس حرب في الانتخابات النيابية بدعم من "ال الحريري" انتهت بخسارته وبطبل وزمر من قبل مناصري الشيخ بطرس الذين غنوا له " يا جار الرضا..." وان المرشح هو مسؤول المهن الحرة في التيار لدول الخليج وكان يعمل مع شركاته في تلك الدول. يعتبر يونس ان المعركة اليوم هي معركة العائلات ضد التفرد الحاصل وضد رفض الوزير الحرب لمشاركة الاحزاب التي لا تمثل بنظره نسيج تنورين ويسأل: "هل يمثل تيار المستقبل نسيج تنورين؟" داعيا ابناء بلدته الى اختيار "مستقبل اولادهم لا تيار المستقبل".
من جهتها ترى اوساط القوات ان هذه العملية التنافسية هي حق لاسيما ان المجالس السابقة لم تتمكن من تحقيق انجازات في البلدة بسبب عدم تجانسها، اما اليوم فالمشروع الانمائي بات ضرورة من دون اغفال دور الاحزاب الوازنة في تنورين والعابرة للعائلات.
في المقابل، ينفي بهاء حرب كل ما يحكى عن التزامه داخل تيار المستقبل او اي حزب آخر مؤكدا لليبانون ديبايت انه مؤيد لفكر 14 اذار ومبادئه. اما بالنسبة لخصومته مع الوزير حرب فهو يلفت الى ان التلاقي السياسي بينهما نضج مع بداية "ثورة الارز" في ال 2005 حتى انه صار داعما له في انتخابات ال 2009، رافضا بالتالي تحويل المعركة من انمائية الى سياسية.
ووسط التجاذبات الحاصلة داخل البيت "الحربي" والاصطفافات السياسية التي يحاول البعض حرف الانظار عنها، تسجّل في البلدة حركة مككوكية للماكينات الانتخابية وحضور بارز في الايام الاخيرة لاحد ابناء تنورين بصفته مسنق تيار المستقبل في البترون وجبيل. وفي هذا الاطار يأسف المرشح لرئاسة لائحة "تنورين بتجمعنا" العميد المتقاعد ايوب حرب لاعطاء المعركة طابعا سياسيا من خلال الضغوطات التي يمارسها الفريق الاخر وادائه على الصعيد الانتخابي المتمثل بالدعم السياسي "المستقبلي" وباستقدام ناخبين مغتربين. فالعميد المتقاعد في الجيش اللبناني يؤكد انه على مسافة واحدة من الجميع انطلاقا من سيرته العسكرية وانه كان طامحا للتوافق الا انه تفاجأ بترشيح شخص من العائلة عينها في وجهه.
وبين هذه اللائحة وتلك وحده العازل سيشهد على قرار تنورين الحقيقي لست سنوات. فهل يصح ان تيار المستقبل سيتملّك قرار كبرى القرى المسيحية في الشمال ام ان الكلمة ستكون للمشروع الانمائي الذي تتعطش تنورين لتجسيده على ارض الواقع؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News