هاجم كاتب سعودي، وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، بعنف بعد مواقف الأخير التي قرأت سعودياً على انها إنتقادات أشبه بالهجمات، خصصت لها سفارة الرياض في بيروت ردّين مختلفين، وأدت إلى رفع السقف الخطابي رداً على المشنوق داخل التيار الأزرق.
الكاتب السعودي "أحمد عدنان" وصف المشنوق، على صدر صحيفة "العرب" اللندنية، بأنه "صاحب قراءات مغلوطة للواقع السياسي اللبناني والإقليمي والدولي، فانتماؤه لتيار المستقبل لم يمنع تقاربه مع حزب الله كما لم يمنع تصريحاته المتتالية المسيئة إلى زعيم تياره سعد الحريري والقوى العربية القريبة منه كالمملكة العربية السعودية. وهذا ما يدفع إلى التساؤل عن مشروعية بقاء المشنوق في الدائرة الضيقة المحيطة بقيادات المستقبل.
وأورد الكاتب السعودي، أن "المشنوق حاول مراراً لقاء ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز دون جدوى" مبرراً ذلك بأن "لديه موقف مهادن مع حزب الله وكانت هذه المؤشرات دالة على أن الرياض تنظر بجفاء إلى المشنوق رغم التاريخ الطويل من الرضا، مع الإشارة إلى أن حظوة المشنوق هي من أوصلته إلى وزارة الداخلية بديلا للنائب البقاعي جمال الجراح في اللحظات الأخيرة لتشكيل حكومة الرئيس تمام سلام"، وفق الكاتب السعودي.
وإعتبر الكاتب السعودي، إن المؤرخ لمسيرة المشنوق لا بدّ أن ينظر إلى توليه لوزارة الداخلية كمنعطف حادّ في مشواره السياسي، بدأت الرياض تتوجس من تصرفات المشنوق إلى حدّ كبير، تنازلاته لحزب الله فاقت الوصف سياسيا وأمنيا وخدماتيا، ومن ذلك تعامله مع ملف قرية الطفيل التي قام الحزب الإلهي بتهجير أهلها السنة، فحلم المشنوق بتولي رئاسة الحكومة أفقده التوازن، والتصريح ذاته وضع نفسه في كفة واحدة بجوار الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري مع أنه لم يحمل لقب دولة الرئي” بعد، وحين قام حزب القوات اللبنانية بترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية، استخدم المشنوق قنواته غير الرسمية لتوجيه رسالة برتقالية، هو يؤيد ترشيح عون ويرى نفسه رئيس الحكومة المناسب لذلك العهد، وهو حاضر لتلبية رؤية عون، وقد تباهى المشنوق غير مرة برضا حزب الله عنه.
وتالبه في سياق مقاله، إن تصريحات المشنوق الأخيرة لا بدّ من أخذها في سياق عام يمرّ به تيار المستقبل والمشهد السني في لبنان. فبعد فوز لائحة الوزير أشرف ريفي بأغلبية بلدية طرابلس، والنتائج الملتبسة لتيار المستقبل شمالا وبقاعا، فتشت الأوساط المستقبلية عن ألف تبرير للتراجع السياسي مستبعدة التقصير الذاتي، فمرة فوز ريفي مؤامرة قطرية، ومرة مؤامرة قواتية، وليس آخرها السياسة السعودية زمن الملك عبدالله، وهذا التفاف حول الواقع هدفه التعالي عن الاعتراف بالتقصير وبالخطأ، والأسوأ أنهم لا يريدون تحمل مسؤولية مبادراتهم المعلنة، ومن ذلك التملص من مبادرة ترشيح سليمان فرنجية التي تباهوا بها لأشهر، ومن لا يتحمل مسؤولية خياراته في السياسة فهو في أزمة وجودية.
ورأى أن تصريحات المشنوق تضمنت تناقضات فاضحة ومضامين ملتبسة، فإذا كانت سياسة الملك عبدالله ضعيفة ومهادنة فلماذا رفض رئاسة عون كما قال المشنوق نفسه؟ وإذا كانت سعودية الملك سلمان مواجهة فلماذا رشحت فرنجية كما قال المشنوق نفسه أيضا؟ إن عزف المشنوق على شقاق مزعوم بين عهد الملك عبدالله وعهد الملك سلمان دلالة سيئة. فالملك سلمان أكمل نهج سلفه في كل الملفات، وحين هاجم برنامج إعلامي عهد العاهل الراحل تعامل سلمان بحزم مع ضيف البرنامج ومقدمه، وحين قطعت السعودية هبتها للجيش اللبناني صرح الشيخ خالد التويجري (رئيس الديوان الملكي سابقا) بأن الملك عبدالله لو كان على قيد الحياة لاتخذ نفس الإجراء تفاعلا مع المستجدات.
وخلص الطاتب أن المشنوق فقد توازنه بسبب انتصار ريفي الطرابلسي، فأميركيا سقطت دعايته بأنه بطل محاربة الإرهاب بعد صعود الجنرال، تمنى المشنوق أن يكون هو مكان ريفي، لكن الصعود الريفي معناه ان نهجا كاملا سقط، وهذا النهج يعتبر المشنوق من أقطابه مداهنة الحزب الإلهي. كما أن صعود الريفي أثبت أن الخوف من تشرذم السنة لن يحصل، فلا يهم إن كانت هناك قوة سنية مؤثرة أو أكثر مادامت كلها تعادي حزب الله، فتشرذم السنة المتمثل بحالة المشنوق، هو الاستسلام لحزب الله.
ختم في مقاله، أن تصريحات المشنوق الأخيرة أطلقها عمدا لإغراق سعد الحريري أكثر وتمهيدا لانشقاقه عن تيار المستقبل واستفتتاحا لارتباط إقليمي جديد بعيدا عن المملكة، وهو يذكرني بمشروع حزب الله سرايا المقاومة أي الطابور السني الخامس الذي شكله الحزب الإلهي وسلحه ودعمه بقصد شق السنة وإذلالهم، وطموحات المشنوق الرئاسية -بقصد أو بغير قصد- وضعته في هذا السياق، ولا أنسى أنه من المسؤولين المباشرين عن تأزيم العلاقات القواتية- المستقبلية، ومن المسؤولين المباشرين عن انفجار العلاقات الريفية- الحريرية، وقد يتساءل البعض بعد كل هذا كيف دخل المشنوق إلى دائرة الحريري الضيقة والمؤثرة وظل فيها؟ إذا تناسينا الأداء السياسي المرتعش وأخطاءه المتفاقمة، فحالة المشنوق هي خلاصة أزمة سعد الحريري وحقيقتها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News