أمن وقضاء

الأربعاء 08 حزيران 2016 - 07:10 السفير

زحلة وطريقها السريع: حكايا موت!

زحلة وطريقها السريع: حكايا موت!

يروي العابرون لأتوستراد زحلة حكاية موت يومية، تكتب تفاصيلها بين الفترة والأخرى في مشاهد دموية لسيارات عدة وقد انقلبت أو تحولت عن مسارها لتحيل حياة ركابها إلى موت في لحظات. هؤلاء هم من باتوا يعرفون بضحايا حوادث السير.

بحسبة بسيطة يمكن إضافة اوتوستراد زحلة إلى قائمة طرق الموت في البقاع، فالطريق السريع في مدينة زحلة بات عنوانا رئيسيا لضحايا حوادث السير في المنطقة لأنه يفتقر إلى مواصفات السلامة المطلوب توفرها لاعتباره من الطرق السريعة.

في أوتوستراد زحلة، يحتل الحوض الترابي الضيق الذي يفصل بين اتجاهي الطريق المرتبة الأولى في لائحة التسبب بالحوادث القاتلة، إذ لا يتجاوز ارتفاع هذا الحاجز النصفي أكثر من 25 سنتم، الأمر الذي يؤدي في كثير من المرات إلى تجاوزه من قبل السيارات المسرعة والتسبب بحوادث سير قاتلة ومرعبة، كان آخرها حادث السير الذي تسببت به سيارة من نوع «مرسيدس»، ضاع توازنها وانتقلت الى الجهة المقابلة لخط الاوتوستراد واصطدمت بثلات سيارات حاصدة أربعة قتلى عدا الجرحى والأضرار المادية الفادحة.

كل القوى الأمنية تسجل وتدوّن وقوع عشرات حوادث السير التي تضاف اليها حالات الاصطدام بالأعمدة الكهربائية التي تقع في وسط هذا الحوض، إلا أن أحدا لم يكلف نفسه عناء المحاولة للحد من هذه الحوادث القاتلة والتي تقع أغلب مسؤوليتها على هذا الحوض الصغير، الذي لا يستطيع أيضا حماية السيارات العابرة من كواشف الإنارة العالية للسيارات العابرة وهو أمر له حصة وازنة في التسبب بحوادث سير عدة.

في الأرقام سقط أكثر من عشر ضحايا في فترة زمنية لا تزيد عن سنة وفق الإحصاءات الامنية التي تتحدث عن مكان واحد يجمع كل هذا الموت والمقصود به منتصف الاوتوستراد، وتحديدا قبالة مركز الضمان الاجتماعي، هناك تكون السيارات العابرة في قمة سرعتها وأي اصطدام بسيط في الحاجز النصفي يؤدي الى تدهور السياراة وانتقالها الى الجهة المقابلة، وهذا ما تكرر أكثر من مرة في الآونة الأخيرة.

يعجز الحوض الصغير البالغ من العرض نحو المتر الواحد في الوقوف كسد يحول دون تجاوزه من قبل السيارات المسرعة، علما أن القيمين على بناء السد سبق لهم أن اتخذوا كل إجراءات السير السليمة لكنهم لم يضعوا في حسبانهم أن تتمكن بعض السيارات من اجتياز الحوض من ناحية إلى أخرى مهددة حياة العديد من الأبرياء.
وما يثير الاستغراب أكثر وأكثر هو أنه على الرغم من وضع بلدية زحلة إشارة سير تحدد السرعة القصوى في حدود 80 كيلومترا على هذا الطريق، وعلى الرغم من حوادث الموت المرعبة، إلا أن التحقيقات وتقارير خبراء السير تؤكد أن الحوادث القاتلة تتسبب بها سيارات تجاوزت سرعتها 120 كلم بالساعة. وربما هذا ما دفع رئيس بلدية زحلة ـ معلقة ـ تعنايل المهندس اسعد زغيب إلى مناشدة سائقي السيارات والعابرين بضرورة عدم تجاوز السرعة المحددة، وذلك حفاظا على أرواحهم، خصوصا على طرق لا تمتلك من المواصفات ما يكفي لضمات سلامة عابريها.

موضوع الحاجز النصفي وأولوية زيادة ارتفاعه طالب بها زغيب أيضا خلال زيارته وزير الأشغال العامة غازي زعيتر الذي وعده بالعمل على هذا الموضوع الذي من شأنه التخفيف من أعداد ضحايا السير على هذا الطريق السريع الذي يعبره الآلاف يوميا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة