"حردان" يدفع القومي نحو الإنفجار؟

"ليبانون ديبايت":

يتجه الصف الداخلي في الحزب السوري القومي الإجتماعي إلى مزيدٍ من التأزم عشية المؤتمر العام للحزب الذي سينعقد يومي السبت والأحد في 11 و12 حزيران، بسبب الإعتراض على دور ووجود رئيسه النائب أسعد حردان في سدة الحكم.

وبحسب قوميين، فإن وجود أسعد حردان كرئيس لمدة طويلة كرّس قبضة حديدة يشعر بها غالبية القوميين وهو ما دفعهم إلى تأسيس مجموعات داخلية على مبدأ اللوبيات تهدف إلى الضغط من أجل التغيير، لكن كل المحاولات السابقة باءت بالفشل.

وكان القوميون يأملون من المؤتمر العتيد أن يحقق لهم التغيير المنشود، لكن رياحهم لا تسير كما تشتهي سفن رئيسهم حيث تسرب معلومات عن إمكانية التجديد له لولاية رئاسية ثالثة. وتؤكد مصادر قومية معارضة لـ "ليبانون ديبايت"، أن دستور الحزب القومي لا ينص على إنتخاب الرئيس لولاية ثالثة، لكن البعض يعمل على خلق بدعة تسمى "تجديد بحكم الظرف" من أجل تمرير ولاية ثالثة لحردان الذي، ووفق المصدر، "يقبض على عنق الحزب تنظيمياً ومالياً".

ويقول المعارضون في القومي، أن تجديد ولاية حردان التي يعمل على ترويجها قبيل إنعقاد المؤتمر، تأتي من خلفية مشاكل المنطقة، أي أن الحزب القومي الذي يخوض غمار القتال في سوريا تحت اسم "نسور الزوبعة" يحتاج إلى "قائد صلب يوجّهه في هذه الظروف"، وعليه، "أوقع حردان الخيار على نفسه بحكم علاقته مع النظام السوري التي يستثمرها من أجل البقاء على رأس حزبه".

وإنطلاقاً من عدم إمكانية التغيير على الرغم من العديد من المحاولات التي كرست نشاط المجموعات المناوئة لـ "حردان"، فإن الأخير كان يتعامل معها بتجاهل وكأنها غير موجودة، وهو أمر دفع بالعديد من القيادات الحزبية إلى الإمتعاظ وإتخاذ القرار بمقاطعة المؤتمر العام في ظل ما يُسرب عن عدم وجود إمكانية لتحقيق التغيير، حيث علم "ليبانون ديبايت" أن من بين هؤلاء، مجموعة تطلق على نفسها أسم "قسم"، وعدد من القادة بينهم "ربيع زين الدين، وطه غدار".

ومع إنسداد أفق الحال وإتجاه "حردان" إلى التجديد لنفسه إنطلاقاً من رأي أعضاء "المجلس القومي" الذين يدورون بفلكه، وإبعاد وتجاهل رأي المجموعات المعارضة، بدأت المجموعات هذه الترويج لولادة حزب جديد يحمل نفس الأفكار الحزبية كان قد طرح أسمه قبل فترة ولم يبصر النور قد يحمل أسم "حزب الأمة" ليكون دافعاً للقوميين من أجل إنهاء سيطرة حردان، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حزب يتجه رويداً إلى أن يكون نسخةً عن الأحزاب اللبنانية الأخرى لناحية الهينمة الفردية والتوريث، وفق رأيهم.