الفساد في القطاع العام وفي القطاع الخاص كان محور ندوة حوار بيروت من جامعة سيدة اللويزة فرع الشوف دير القمر كلية ادارة الاعمال والاقتصاد مع المعدة والمقدمة ريما خداج حمادة التي استضافت عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا وعميد كلية ادارة الاعمال والاقتصاد في جامعة سيدة اللويزة الدكتور ايلي منسى ومدير وحدة التعاون الفني في مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ناصر عسراوي وشارك في الحوار الزملاء الصحافيون وليد الداهوك وسناء ضو وسلمان نصر وبسام ضو ونخبة من الطلاب الجامعيين والمهتمين بحضور حشد من الفاعليات الاقتصادية والاكاديمية والاجتماعية والدينية.
بعد النشيد الوطني ونشيد جامعة سيدة اللويزة كانت كلمة ترحيبية للاب المدبرالعام حنا طيار, بالمحاضرين والحضور مثمنا دور اذاعة لبنان الحر وبرنامج حوار بيروت الذي يجول في الجامعات كصوت حر .
بداية قال النائب انطوان زهرا اننا نجتمع في دير القمر عاصمة الامارة فهل جمهوريتنا اليوم امينة على حلم الامارة ببناء دولة فعلية؟ اشك في ذلك واتمنى ان نصل مستقبلا عبر شبابنا وطلابنا الى دولة حديثة ومتينة ومتطورة .واضاف قد يكون الفساد المؤسسة الوحيدة الباقية في لبنان والعصية على الاصلاح فكل مؤسسات الدولة مرت بمراحل صعبة الا مؤسسة الفساد العابرة للطوائف والمذاهب فهي تستخدم وتستبيح المقدسات في لبنان من اجل حماية نقيض المقدسات الذي هو الفساد والسرقة.
واضاف زهرا يجب ان يبدا كل منا من موقعه وان لايدعي انه قادر على اصلاح الفساد وحده ولكن يستطيع ان يمارس الشفافية والنزاهة من مكانه لكي نستطيع الخروج من هذا الوكر.ولفت زهرا الى اننا نمر اليوم بوضع اقتصادي قد يوصلنا الى افلاس الدولة اذا سمحنا باستمرار مزاريب الهدر خصوصا ان هناك انخفاضا في تحويلات المغتربين وتراجعا كبيرا في قطاع السياحة الذي كان يغطي خسائر مزاريب الهدر والفساد.
وحّمل زهرا السلطة السياسية مسؤولية الفساد مطالبا المحاسبة من الان وصاعدا وليس المحاسبة من الماضي مشيرا الى الفساد الكبير عندما يلّزم الوزراء للمشاريع وعندما تتحاصص الحكومة ولا احد يحاسب وعندما تغيب الموازنة لعشر سنوات .
زهرا تابع بالقول :"لبنان ليس بلدا فقيرا بل هو بلد مقتدر وغني لكنه منهوب من قبل ابنائه .وردا على سؤال للزميلة خداج عن تجربة الحزب الاشتراكي التي خاضها ضد الفسادوعدم اقدام الاحزاب الاخرى على فتح باقي الملفات اجاب زهرا ان ما قام به الوزير ابو فاعور في وزارة الصحة امر جيد جدا وعمل جبار ولكن الفاتورة الصحية التي يدفعها المواطن تعتبر الاعلى في مقابل اسوء خدمة ممكنة كما ان الوزير ابو فاعور تجاوز صلاحياته وسلطته في بعض الاحيان مما اثر على باقي الوزارات كما ان هناك ملفات كثيرة في وزارة الصحة بحاجة الى اصلاح وعمل كبير لكن العمل الذي حصل افضل من البقاء دون تحرك.
من ناحيته عّرف عميد كلية ادارة الاعمال والاقتصاد في جامعة سيدة اللويزة د.ايلي منسى الفرق بين فساد القطاع العام وفساد القطاع الخاص فاشار الى ان الفساد في القطاع العام هو استغلال واساءة لاستخدام المنصب او السلطة لامور شخصية في حين ان الفساد في القطاع الخاص هو احتيال مشيرا الى ما يسمى شجرة الاحتيال التي تنقسم الى ثلاثة اقسام وهي :الفساد واختلاس اموال المؤسسة والتهرب الضريبي في حين ان القطاع العام يحتوي على الرشوة والمحسوبية والواسطة واختلاس المال العام .منسى لفت الى ان هناك سوء فهم للاقتصاد الحر في لبنان والفساد هو فساد روتيني وارث شعبوي ,و قد اصبح جزءا من الفلكلور فهناك تعطيل لمجلس النواب وفراغ رئاسي منذ سنتين وغياب للموازنة منذ عام 2005 وخسارة ما يزيد عن مليار دولار سنويا في المرافق .وختم منسى بالاشارة الى50%من الدين العام هو للبنوك الخاصة التي تعد النخب السياسية من ابرز المساهمين فيها والكثير من الامور الاخرى التي تعد ولا تحصى وهذه الحالة ادت الى احتلالنا للمرتبة 127 على 187 على مؤشر مدركات الفساد.
بدوره قال مدير وحدة التعاون الفني في مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ناصر عسراوي ان ظاهرة الفساد هي ظاهرة معقدة ومركبة ولها ابعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية لذلك فان عملية الاصلاح والمعالجة تحتاج الى نفس طويل والى ثقافة جديدة والاهم من ذلك الى بناء المؤسسات .
كما تحدث عسراوي عن الفساد على مستوى الادارة فاشار الى وجود ما يسمى بالفساد على مستوى الانحراف السلوكي( وهذا النوع متعلق بالموظف وبالمحسوبية والواسطة اذ هناك موظفون يتمتعون بمحاباة معينة )وهناك ما يسمى الانحراف المالي (الرشوة واستخدام المال العام لمصالح شخصية )وايضا ما يسمى الانحراف الجنائي (الاختلا س والتزوير).هذا واكد عسراوي على ان مايقف بوجههم اليوم هو مقاومة التغيير حيث هناك من لايرغب بالتغيير فلدينا مشاريع كثيرة لتحديث الادارة العامة وتطويرها ومكننتها.
الصحافي وليد الداهوك تساءل عن وجود اليات لمكافحة الفساد وعن ثقافة المساءلة ؟
اما الاعلامية سناء ضو فتساءلت عن دور السياسيين باصدار التشريعات المستدامة لمكافحة الفساد مطالبة بكف يد السياسيين عن القضاة .
وطالب الصحافي سلمان نصر بقانون جديد للاحزاب وللاحوال الشخصية وبالغاء النظام الطائفي.
من جهته الصحافي بسام ضو قال ان الشعب اللبناني يشك بنزاهة مجلس النواب مطالبا بقانون انتخاب جديد يمنع وصول الفاسدين الى السلطة مقرا بحالة فساد في البلد على مستوى عال افقيا وعاموديا .
ثم طرحت مجموعة من الاسئلة والمداخلات من قبل الطلاب والاساتذة الجامعيين والحضور والفاعليات .
وفي الختام قدم منسق اللقاء البروفسور طليع القعسماني والاب المدبر العام حنا طيار الدروع التكريمية لضيوف الندوة ولمقدمة البرنامج مع تقديم نخب المناسبة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News