ليبانون ديبايت - لارا الهاشم
في احياء فقيرة في طرابلس تعيش عائلات من قلة الموت، تنام خائفة من غدها وعليه. يقطع بعض الاهالي الطعام عنهم لايام حتى يتمكنوا من شراء المؤن لابنائهم الموقوفين في السجون فهم اولادهم اولا وآخرا. ينتظر الفقراء العيد من عام الى آخر ليكرمهم بالمساعدات والاعاشات التي يقدمها اصحاب رؤوس الاموال والقصور ومنطمو الافطارات الفاخرة.
هؤلاء الفقراء نفسهم الذين يشكلون الاف ناخبي طرابلس اجتمعوا بالرئيس نجيب ميقاتي قبيل الانتخابات البلدية الذي وعدهم بأن مساعاداته لهذا العام ستفيض كرماً ولاسيما في ما يخص وجبات الصائمين في السجون التي ستتضاعف عن السنوات السابقة. لكن على ما يبدو فان كلام ما قبل الانتخابات محته نتائج الانتخابات والعيد لن يمر كسابقاته، بحيث اوقفت كل انواع المساعدات لفقراء طرابلس بما فيها وجبات الصائمين كما تؤكد اوساط طرابلسية لـ"ليبانون ديبايت".
على مدى سنوات اخذت جمعية "العزم والسعادة" التابعة للرئيس نجيب ميقاتي على عاتقها تقديم 50 الف ليرة لكل طفل لشراء ثياب العيد. وخلال شهر الصوم كانت فانات الجمعية توزع اوعية فيها مختلف انواع المأكولات والاطباق على الاحياء المنكوبة فكان الفقراء يتوجبون منها ويجمعون منها زوادتهم لاطعام عائلاتهم. ومن ليس له منزلا يأويه كان يتناول الافطار في خيم الجمعية التي تُنصب سنويا خلال فترة الصوم.
لكن هذا العام غابت كل تلك الصور عن الاحياء الفقيرة، فلا افطار ولا خيم ولا حتى هدايا للاطفال الذين لا ذنب لهم سوى انهم ولدوا فقراء. سياسة التقشف هذه طالت الفقراء حتى في الخدمات الصحية، فتوقفت الجمعية عن المساهمة في كلفة الوصفات الطبية بالكامل او جزئيا وحتى عن تقديم مساعدات استشفائية للمرضى على عكس السنوات السابقة.
واذا كانت المساعدات تعتبر مكرمة يتحكم بها مانحها، فبدل الاتعاب هو حق شرعي لا منَة. لكن على ما يبدو فان هذه المعادلة لا تنطبق على ابناء الاحياء الفقيرة هناك الذين يشكون من تخلّف "تيار العزم والسعادة" عن دفع اجور الانتخابات البلدية حتى الساعة. فالسيارات التي سجّلت في مكاتب العزم لنقل الناخبين العاجزين عن دفع مصاريف التنقل من مناطق نائية، لم يقبض اصحابها مستحقاتهم بعد.
والى سياسة ميقاتي الانتقامية التي خلفتها نتائح الانتخابات كما يصفونها ينضم "تيار المستقبل" من جهة و"تيار الاعتدال" الذي يترأسه النائب السابق مصباح الاحدب من جهة اخرى. يؤكد رئيس لجنة الموقوفين في المدينة الحاج عمر لـ"ليبانون ديبايت" ان التيارين اعتادا تقديم باصات لنقل اهالي الموقوفين الى روميه الذين لا قدرة لهم على دفع مصاريف التنقل، فكان الاحدب يقدم باصاً ويساعد جزئيا في تكاليف اثنين آخرين والامر عينه بالنسبة لاحمد الحريري الذي كان يتكفل باسم تيار المستقبل بتغطية كاملة لمصاريف باص واحد, الى ان توقفت كل هذه المساعدات في فترة ما بعد الانتخابات كما يقول.
"ليبانون ديبايت" اتصل بمكتب النائب السابق الاحدب كون الاخير كان السباق في رفع لواء الموقوفين الاسلاميين، فكان الجواب ان سبب قطع المساعدات عن الباصات هو اعادة تنظيم الوضع المالي داخل التيار بشكل عام وان التقشف يسري على مختلف قطاعات "تيار الاعتدال" لكن بصورة مؤقتة ربما تنتهي بعد العيد.
لكن هذا التبرير او غيره لم يقنع فقراء طرابلس العاطلين عن العمل والذين ذاقوا لوعة الفقر والاستغلال، ليزيد الطين بلة خبر صرف المؤسسات التابعة لآل الحريري لقسم كبير منهم. يسأل احدهم عن اي ترتيب مالي داخلي يتحدث؟ فمساهمة الاحدب في مصاريف الباصات ربما توزاي مصروف ابنه اليومي. بعضهم الاخر يشمت بساسة المدينة الخاسرين في الانتخابات، لا حباً باللواء اشرف ريفي ولكن انتقاما منهم بعدما بانت نواياهم الفعلية وظهر انهم لا يقدمون مساعدات "لوجه الله" كما يقول احد ابناء باب التبانة.
فهل عادت طرابلس لتكون صندوق بريد يتلقى شظايا المعارك العبثية مجددا ام ان البعض سيتعظ من الامس القريب ؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News