مختارات

الأربعاء 15 حزيران 2016 - 06:44 الديار

مُستقبل العرب.. إسرائيل

placeholder

حتى لو وصل ياسر عرفات الى البيت الابيض لاصبح اسرائيليا. التوراة هي روح اميركا، مع ان توماس جيفرسون قال ان باستطاعة المسيح، ولم يقل يهوذا، ان يتجول حافيا بين سطور الدستور...

اميركا هي اسرائيل الكبرى،اسرائيل هي اميركا الصغرى. اذاً، لماذا لا تكون الدولة الفلسطينية فوق رمال نيفادا او فوق ثلوج الاسكا؟ هذه مسألة فيها نظر. حيفا مثل غرناطة، وغدا نابلس مثل طليطلة، ظل في الذاكرة. اللحظة الفلسطينية هي اللحظة الاندلسية...

بالرغم من كل ذلك، نحاول ان نعقد المقارنة بين نظرة دونالد ترامب ونظرة هيلاري كلينتون الى الدولة الفلسطينية. الاميركيون يسخرون منا. لانهم يرصدون كل تفاصيل حياتنا. يعرفون من اهدى تسيبي ليفني عقدا من الماس، وكاد يهديها حقلا من النفط، من اجل ليلة ليلاء. ومن عرض على بنيامين نتنياهو اعادة بناء هيكل سليمان على نفقته، وبخشب ارز يستورد من المغرب هذه المرة، ومن قال ان القنبلة النووية الاسرائيلية، مثل مسدسه، تحت الوسادة تحسبا لاي طارىء...

اذا كان دونالد ترامب يصف النساء الاميركيات بالخنازير، بماذا يصف رجال العرب؟ هذا الكائن الغريب يكرهنا. غريب ألا يكرهنا. من اجل جائزة نوبل يظهر امين معلوف على شاشة اسرائيلية. لا كلمة واحدة عن القتلى الفلسطينيين، عن اشجار البرتقال في فلسطين. صاحب «صخرة طانيوس» لم يقرأ ما كتبه آلان فينكلكروت، الفيلسوف اليهودي الفرنسي، حين خدش صاروخ عنق طفل اسرائيلي، ولم يسمع برنار- هنري ليفي يقول ان العقد المبرم بين يهوه وشعبه المختار يفترض وضع اليد على الشرق الاوسط.

كلهم يصبحون اسرائيليين حين يخوضون الانتخابات الرئاسية. يصبحون اسرائيليين اكثر حين يدخلون الى المكتب البيضاوي. يفترض ان تكون هيلاري كلينتون، كامرأة وكمحامية، مرهفة، وتهتز رموشها الاصطناعية حين ترى كيف يقتل الفتيان الفلسطينيون بالرصاص في الرأس. على العكس، قالت لنتنياهو بدل ان تقتل 200 فلسطيني اقتل 2000. افضل حل للقضية الفلسطينية ابادة الفلسطينيين...

ماذا نقول في محمود عباس، وقد قلنا الكثير، حين يدين عملية تل ابيب، ولا يصرخ حين تلقى جثث الفلسطينيين على قارعة الطريق. اذا اردتم ان تعرفوا شكل القضية الفلسطينية، انظروا الى محمود عباس، واذا اردتم ان تعرفوا شكل الفضيحة الفلسطينية، انظروا الى صائب عريقات...

في السبعينات من القرن الفائت كان نايف حواتمة يحاول اقناعنا، حول كوب الشاي، كيف يمكن ان تقوم دولة ديمقراطية في اسرائيل. هذا هو السبيل لطرد يهوه من الهيكل واحلال كارل ماركس محله. وكاد ياسر عبد ربه يقول انه يفضل سارة، الجارية والبروليتارية، وابنها اسحق، على هاجر الارستقراطية والمتعالية. وابنها اسماعيل...
كل هذا بات من الماضي، عرفات وضع القضية في الزجاجة الديبلوماسية واقفل عليها. كل حملة السكاكين هم في رأي خليفته قتلة للقضية. حين يتحدث السادة الاميركيون عن الدولة الفلسطينية فكما لو انهم يتحدثون عن ليلة الروك اندرول. منذ عام 2000 قال لنا الجنرال انطوني زيني» ان ارييل شارون يفاوضكم على الرحيل».

جورج ميتشيل الذي كلف ان يكون وسيطا لعله سمع رأي امه من العالم الاخر» اياك ان تشارك في مراسم الدفن». دفنت القضية وانتهى الامر.
الان، نراهن على ترامب. كيف سيلغي الاتفاق النووي مع ايران، ويبعث بالصواريخ العابرة للقارات لتدمير نظام آيات الله، اما نظام بشار الاسد فتكفيه صواريخ توما هوك...
كعرب، كعرب في القبور او في الخنادق على امل ان نبقى هكذا الى يوم القيامة، نراهن على ادارة اميركية جديدة تتولى ازالة كل اعدائنا. من هم اعداء العرب غير العرب؟
عجيب كل ذلك العداء، وكل تلك الكراهية، لباراك اوباما. احد كتّابنا يصفه هكذا «آية الله باراك حسين اوباما»، كما لو ان دول المنطقة كلها بما فيها تركيا، وباستثناء اسرائيل بطبيعة الحال، تحتاج الى ذلك المجنون الاخر، الابله الاخر، المخاتل الاخر، في البيت الابيض.

بعيدا عن الضوضاء اليومية، وغالبا ما تكون ضوضاء الدم، ونسأل ما هي خطتنا لليوم التالي، لا نقول للعام التالي، ولا للعقد التالي؟ لا شيء في العقل العربي، في الخيال العربي، سوى القتل. قتل اليمنيين، وقتل السوريين، وقتل العراقيين، وقتل المصريين، وقتل الليبيين وغيرهم وغيرهم...
بديهي ان نسأل الى اين وماذا بعد؟ الاتراك مغتبطون بتشتتنا، وبمقابرنا. الايرانيون ايضا وايضا، ما دام التاريخ يلعب، فرويديا، في رؤوس هؤلاء، الناقة فقط تلعب. فرويديا، في رؤرسنا...

اي عار نحن فيه الان حين يقول امير عربي «مستقبل العرب اسرائيل». غدا قد نقرأ في الصحف حملات بخمس النجوم الى اداء مناسك الحج في هيكل سليمان. كل الطرقات تفضي، في نهاية المطاف، الى ...اورشليم!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة