الأفضل ألّا يتسرَّع أحد في الاستنتاج. لا الأميركيون يريدون انهيار لبنان، ولا لبنان يريد محاصرة «حزب الله»، ولا «الحزب» يريد انهيار المصارف. الجميع محكومون بالتعاطي مع الجميع. لكنّ شيئاً ما يجب أن يقبل به كلّ طرف لتمرير مجريات اللعبة.
إذاً، يتجه الملف إلى أحد خيارين:
1 - أن يوفَّق اللبنانيون بتنفيذ مندرجات القانون الأميركي بهدوء، بحيث يُلبّون المطالب الأميركية تحت سقف الاستقرار مع «حزب الله». وهذا يستلزم أن يتفهّم «الحزب» وضع القطاع المصرفي اللبناني ويقتنع بأنّ جزءاً كبيراً من خطوط تمويله عبر المصارف اللبنانية سيتوقف، أي أن يوافق «الحزب» على محاصرته جزئياً.
2 - أن ينتفض «الحزب» في وجه الجميع، فيتصادم اللبنانيون حول الملف ويتطوّر الأمر من المواجهة المالية إلى مواجهة سياسية شاملة تهدد الاستقرار الوطني برمته، مالياً وسياسياً، وكذلك أمنياً.
البعض يرى أنّ «حزب الله» يفضل الخيار الهادئ. فليس في مصلحته أن يهدم الهيكل على رؤوس الجميع، فهو أيضاً موجود في الداخل. والسيناريو الانقلابي لا يخدمه حتى ولو كان يريد الوصول بالبلد إلى المؤتمر التأسيسي، لأنّ الخسائر الناجمة عنه قد لا يكون ممكناً ترميمها.
ولكن، سواء اتّخذ الملف وجهة التهدئة أو التصعيد، فإنه سيترك انعكاساته، وقد يصبُّ في إنضاج المرحلة السياسية الآتية، التي سيكرِّس فيها «حزب الله» موقعه كحزب سياسي لبناني.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News