"ليبانون ديبايت" - لارا الهاشم:
منذ 16 عاما اعتاد الاساقفة الكاثوليك على عقد السينودوس لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك برئاسة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، ليختتم المجمع بسلسلة من التوصيات لعل ابرزها هذا العام سيكون ذات طابع مشرقي نظرا للوضع السياسي الاقليمي الراهن وما يحيط بالمسيحيين من دون اغفال الشأن المؤسساتي الدستوري المحلي.
قد تبدو هذه الامور من المسلمات، الا ان ما سيكون طاغيا لاول مرة منذ 16 عاما هو طرح مسألة استقالة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام اذا صوتت الاكثرية على ذلك من خارج جدول اعمال السينودوس. اذ في القانون الكنسي تنحصر ظروف اقالة بطريرك من موقعه ببضعة اسباب استثنائية منها الفضائح الاخلاقية الا ان هذه الظروف لا تنطبق على وضع لحام، ليصح في حالته اما حثه على الاستقالة طوعيا واما تمني الفاتيكان عليه تقديم استقالته.
يعود هذا الطرح الى بضعة اشهر، عندما وقّع 22 مطراناً كاثوليكياً وثيقة ارسلوها الى الفاتيكان للمطالبة بحث لحّام على الاستقالة بسبب اعتراضهم على بعض الاداء داخل البطريركية.
وتشير اوساط كنسيّة لموقع "ليبانون ديبايت" الى ان " الادارة الحاليّة تتحمّل مسؤوليّة العجز المالي الذي وصلت اليه البطريركية"، كما تأخذ الاوساط على الادارة عينها المبالغة في السماح ببيع اراضي المسيحيين الى غير مسيحيين في الجنوب ولاسيما في عبرا وفي بيروت، اي في مناطق تعمل الكنيسة على تثبيت المسيحيين بها او حتى على اعادتهم اليها.
تضيف اوساط كنسية مطلعة ان " اصرار بعض المطارنة على استقالة لحام الذي وصل الى حد التكتل ضده، ما دفع بالبطريرك الى الاستعانة بحلقة ضيقة من رجال الاكليروس ظهرت لاحقا علامات استفهام حول ادائهم. لتصبح هذه المشكلة نقطة اخرى تضاف الى الوثيقة التي قدّمت الى الفاتيكان".
يوم وصلت هذه الوثيقة الى الفاتيكان احدثت خضة في الاوساط البطريركية، وقتها طلب لحام الاطلاع عليها للرد الا ان رده تأخر. ولما سأله الفاتيكان عن السبب اجاب بأنه لم يتسلمها واصر على عقد السينودوس في وقته للبحث في الشؤون الداخلية. عندها خلق عدد من المطارنة جوا من المقاطعة لاعمال السينودوس على قاعدة ان المقاطعة ستسمح باستكمال الضغط الفاتيكاني من الخارج، الا ان هذه الموجة قابلتها موجة معاكسة بعدما ارتأى عدد من المطارنة الوازنين في الداخل وفي الخارج ضرورة عقد السينودوس على قاعدة ان شؤون البيت الداخلي تُحلّ على الطاولة لا في العلن، فإما ان يقدم البطريرك اجابات مقنعة ويطرح خارطة طريق ادارية ومالية جديدة ويتخذ التدابير والا فلا يقتنع المجمع ويستكمل الضغط باتجاه الفاتيكان.
في المقلب الاخر تضع اوساط كنسية "التسريبات حول اداء البطريركية في اطار حملة ذات خلفيات شخصية وحسابات ضيقة منها الطموح لاعتلاء الكرسي البطريركي، لكنها في العلن تحمل عنوان" ضخ دماء جديدة".
لكن ايا يكن، لا تشكل الاستقالة سابقة من نوعها في الكنيسة الكاثوليكية ففي السابق استقال سلف لحام البطريرك ماكسيموس الخامس حكيم بسبب شيخوخته، وفي الموازاة امثلة مشابهة في الكنيسة المارونية التي تمثلت باستقالة البطريرك مار انطونيوس بطرس خريش لاسباب جزء منها سياسيا، اذ كان في نشاط كامل حينها وبعده البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي تمنى عليه الفاتيكان ذلك، وقبلهما البطريرك مار يوسف بطرس التيان في الثمانينيات.
اما اليوم، فعلى الرغم من تكتم الاوساط الكاثوليكية عن الموضوع نظرا لهالة البطريرك اولا ولحسابات داخلية ثانيا ونفي اوساط لحام صحة ما يشاع عبر حصرها الموضوع ببعض المشاكل الادارية التي ستكون موضع نقاش في السينودوس، يشير واقع الحال الى بدء البحث الجدي عن اسم الخلف المحتمل ومن بين الاسماء المطروحة رئيس اساقفة بيروت وجبيل وتوابعهما المطران كيرلس سليم بسترس الذي سبق ان كان اسقفا لابرشية بعلبك قبل ان ينتقل ليرأس ابرشية الولايات المتحدة. غير ان الظروف السياسية التي تحيط بأي انتخاب بطريركي ستعطي المجلس الاعلى للطائفة رأيا وازنا في ترجيح اسماء المرشحين المحتملين للمنصب.
وفي هذا الاطار تشير معلومات "ليبانون ديبايت" الى "استحالة انتخاب بطريرك لا تتطابق توجهاته مع مصالح الطائفة في كرسي دمشق ولا تنسجم مع الواقع السياسي في المرحلة الاقليمية الراهنة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News