المحلية

placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 28 حزيران 2016 - 10:45 ليبانون ديبايت
placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت

غزوة القاع.... تغيير في الاهداف والوسائل

غزوة القاع.... تغيير في الاهداف والوسائل

ليبانون ديبايت - ميشال نصر

اربعة انفجارات انتحارية مسائية، تزامنا مع صلاة التراويح كانت كافية لتكمل الصورة التي بدأت مع صلاة الفجر، قالبة مشهد القاع من بلدة "ممر" الى بلدة "مستهدفة"، ما اعاد خلط الاوراق كلها دون ان يسقط اياً من الاحتمالات التي تم تداولها منذ تفجيرات الفجر.

القراءة الاولية لما حصل توحي بان البلاد دخلت مرحلة جديدة، عنواناها: الاول نمط جديد من العمليات الانتحارية المتعددة في نفس المكان وبفاصل زمني قصير وفقا للنموذج العراقي، أما الثاني فاستهداف مقصود للمسيحيين لاول مرة، اقله حتى الساعة، عزز معلومات كانت حصلت عليها الاجهزة الامنية عن بنك اهداف مسيحي اقر به احد اخطر الارهابيين الموقوفين. مسلسل يقر الكثيرون باستمراره ربطا بالاحداث السياسية، رغم تاكيد الامنيين ان العملية تندرج في اطار الحرب المفتوحة مع الارهاب والتي لا يمكن تسجيل النصر في كل جولاتها.

واذا كان من شبه المؤكد ان تنظيم الدولة الاسلامية هو من يقف وراء الهجمات، فان التدابير الامنية التي اتخذها الجيش بناء على معلومات توافرت لديه مسبقا حالت دون وصول الارهابيين الى اهدافهم، رغم اعتراف الاجهزة المعنية بصعوبة التحقيقات نتيجة مقتل الارهابيين الثمانية، وان كان تعويل المحققين على معرفة هويات المنفذين وحسم مسالة ما اذا كانوا قدموا من الجرود ام من مخيمات النازحين السوريين بعدما اسقط خيار قدومهم من جهة مشاريع القاع لاستحالة ذلك نتيجة اجراءات الجيش المشددة، وهو امر ممكن نتيجة عدم تشوه وجوه الانتحاريين.

على هذا الصعيد يركز المحققون على مجموعة من المعطيات المتوافرة حيث تكشف مصادر مطلعة استحالة تواجد الانتحاريين في المنطقة المستهدفت لفترة طويلة،خلافا لما روج له البعض عن رؤية بعضهم والتعرف عليهم حيث كانوا يستخدمون احد البيوت المهجورة. في هذا الاطار كان لافتا الحقيبة التي كان يحملها احد انتحاريو الصباح والتي لم تحتوي متفجرات او ذخائر، حيث الترجيحات تميل الى انها كانت تحوي ماء وطعاما استخدمه الارهابيون لسحورهم قبل انكشاف امرهم، ما يرجح انهم انطلقوا من الجرود، ومنزل آل مقلد لم يكن سوى محطة في طريقهم نحو هدفهم، حيث انكشفوا عندما تقدموا باتجاه المنزل قد يكون للتضوية لاداء صلاة الفجر .

خلافا لذلك لم يحمل اي من منفذي عملية المساء حقائب، حتى ان الحديث يدور عن انهم فجروا انفسهم بقنابل يديوية وليس باحزمة ناسفة. على هذا الصعيد يعول المحققون ان تعثر الوحدات العسكرية التي تمشط المنطقة بدقة على اي آثار تدل على المنفذين، ذلك ان شيئا ما حصل دفع بهم الى تفجير عمليات المساء وعدم استهداف التشييع في اليوم التالي والذي لو حصل لكان اودى بحياة الكثيرين.

عليه تعيد المصادر العسكرية التأكيد ان عين الجيش الساهرة، نجحت الى حد كبير في صد الهجمات وخير دليل هو فشل "غزوة" المساء ، مستدركة ان هكذا عمليات ليس من السهل وقفها ١٠٠٪ حتى في اكثر البلدان تجهيزاً، كاشفةً ان الاجراءات الاستباقية المتخذة حالت بالتأكيد دون تمكن الارهابيين من الوصول الى الداخل اللبناني، مقرةً بان عمليات الاختراق والتسلل تبقى قائمةً نظراً لاستحالة ضبط الحدود الطويلة بشكل كامل، مطمئنة الى ان كل الاشاعات التي يجري تداولها عن خطط عدوة لاختراق خطوط الجبهة والوصول الى القرى شبه مستحيلة، ذلك ان الاجراءات المتخذة تحول دون ذلك، كما ان مدفعية الجيش تقصف بشكل مركز تحركات وتجمعات المسلحين، وهي جاهزة لصد اي هجمات.

وسط كل ذلك يبقى اللغزين الاساسيين الذين قد يصعب حلهما قريبا، هل اتت مجموعتين دفعة واحدة، وبالتالي هل كانت اي منهما علم بالاخرى؟ الثاني والاهم، من هي الجهة التي نسقت تلك "الغزوة" ومن اين ادارتها، ذلك ان عملية كتلك تفترض معرفة الاهداف وتحديدها بدقة وكذلك جغرافية البلدة؟ علما ان الهجمات حصلت عند تخومها في المنطقة الواقعة بين مركز الجمارك وكنيسة مار الياس.

حصل ما كان في الحسبان، فصدقت توقعات الامنيين وسقطت رهانات اولئك الذين نظروا لفكرة الحملة الاعلامية المضخمة للاجهزة الامنية خدمة لوصول العماد جان قهوجي الى رئاسة الجمهورية، بعدما ضمن التجديد له في قيادة الجيش نتيجة الرضى الاميركي على اداءه في القيادة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة