أفادت القناة الإسرائيلية "13" في تقرير بثّته مساء الجمعة أنّ إيران نجحت خلال الأشهر الأخيرة في تجديد جزء كبير من مخزونها الصاروخي، وباتت قريبة من استعادة القدرة التي كانت تمتلكها قبل اندلاع الحرب مع إسرائيل. ووفق التقرير، تعمل طهران منذ ستة أشهر بوتيرة متسارعة على تصنيع صواريخ باليستية جديدة، وسط تقديرات أمنية إسرائيلية تشير إلى أنّ إيران قد تمتلك خلال أشهر نحو 2,000 صاروخ قادر على الوصول إلى العمق الإسرائيلي.
وتتابع المؤسسة الأمنية في إسرائيل بقلق ما تصفه بـ"سباق تسلّح خطير"، في ظل معطيات تفيد بأنّ غالبية الصواريخ التي كانت مخزّنة داخل الأنفاق خلال الحرب لم تُدمّر بالكامل، بل أُعيد إغلاق مداخلها وإعادة تجهيزها. وترى إسرائيل أنّ إيران استخلَصت من الحرب درسًا أساسيًا يتمثل بالعمل تحت الأرض، وتقليل الاعتماد على الدقّة مقابل تعزيز القدرة على إطلاق رشقات صاروخية كثيفة في وقت واحد.
وفي موازاة ذلك، يجري ترميم البنية الداعمة للبرنامج النووي الإيراني، من دون وجود مؤشرات حتى الآن على استئناف تخصيب اليورانيوم بمستويات متقدمة.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت الأسبوع الماضي أنّ إيران تواصل تعزيز منظومات دفاعها الجوي، وتدرس سيناريو إطلاق 2,000 صاروخ دفعة واحدة في حال نشوب مواجهة جديدة مع إسرائيل. ونقلت القناة "13" عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنّ إسرائيل "ستردّ هذه المرة بطريقة أكثر عدوانية بكثير مقارنة بالجولات السابقة"، في إشارة إلى احتمال توسّع رقعة المواجهة المقبلة.
وتأتي هذه التقديرات في ظل تصعيد غير مباشر بين إسرائيل ومحور إيران، سواء في الساحة السورية أو عبر المجموعات الحليفة لطهران. وخلال الحرب الأخيرة، واجهت إسرائيل تحديات صاروخية غير مسبوقة نتيجة كثافة النيران. وفي المقابل، تعمل طهران—وفق تقارير غربية—على تطوير قدرة تنفيذ ضربة شاملة قد تتمكن جزئيًا من اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية رغم محدودية الدقّة.