مختارات

الجمعة 01 تموز 2016 - 06:50 الديار

من يدعم "داعش" سياسياً في لبنان؟

من يدعم "داعش" سياسياً في لبنان؟

ليس ما جرى في القاع من تفجير ارتكبه ارهابيون انتحاريون، منفصل عن سياق ما تعرض له لبنان سابقاً من عمليات تفجير، في البقاع والضاحية الجنوبية، ومناطق اخرى، منذ اندلاع الازمة السورية، فهو هدف للجماعات التكفيرية، قبل وقوع الاحداث في سوريا، لا قبل ما سمي «ربيع عربي» وما معارك مخيم نهر البارد التي اندلعت نهاية ايار 2007 وامتدت الى ثلاثة اشهر بين الجيش من جهة «وفتح الاسلام» من جهة ثانية، الا تأكيد لما اعلنه زعيم تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري في ايلول 2006، من ان لبنان بات «ارض جهاد» وليس «ارض نصرة».

لبنان هو من ضمن «مشروع الدولة او الخلافة الاسلامية» التي سعى اليها «ابو مصعب الزرقاوي»، ونفذها «ابو بكر البغدادي»، وفق خبير في شؤون «الحركات الاسلامية» الذي اشار الى ان في لبنان من القوى والاطراف السياسية والدينية، التي لا تريد ان تقرأ الوقائع، ولا ان تقر بالحقائق، بل تحاول تجهيل الفاعل، او التقليل من حدث ما، اليس هذا ما فعله فريق 14 آذار، الذي ما زال يصر ان شاكر العبسي مسؤول «فتح الاسلام» ارسله النظام السوري، بعد ان اخرجه من السجن لافتعال احداث مخيم نهر البارد، ليتبين فيما بعد وفق التحقيقات الامنية والقضائية والمحاكمات لهذه المجموعة، ان لهم ارتباط بتنظيم «القاعدة» هي التي يقاتلها الجيش السوري مع حلفائه، وهو التنظيم نفسه الذي كان وراء تفجيرات 11 ايلول في اميركا، والذي كان وراء الارهاب الذي ضرب الجزائر لمدة 11 عاماً واسقط 200 الف قتيل، وكان يقاتل الجيش الجزائري باسم «جبهة الانقاذ الاسلامية» التي ما زالت تقتطع اراض لها في الجزائر كما في تونس.

فالمشكلة هي في تحديد اسباب ما حصل في القاع، التي ربما كانت ستكون «موصل» آخر، او سنجار التي هجر منها «الايزيديون» بعد مقتل المئات منهم وسبي لنسائهم ومن قام بذلك هي «داعش» التي اعلنت «دولتها الاسلامية»، وليس النظام السوري هو من «صنّعها» كما يقول رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وفق ما يقول مصدر سياسي في 8 آذار، الذي يشير الى تصريح جعجع صباح مجزرة القاع وفي المساء، اذ يعيش الرجل في تناقض، وهو لم يصب مرة في مواقفه، اذ كانت الاحداث تكذبها، فهو قبل الهجوم على مراكز الجيش في عرسال في 2 آب 2014، كان يهزأ من وجود لـ«داعش» او «جبهة النصرة»، فكان استشهاد 20 ضابطاً وعسكرياً وخطف 39 عسكرياً من جيش وقوى امن داخلي، ما زال تسعة منهم لا يعرف عنهم شيئاً، واحتلال البلدة باعتراف وزير الداخلية نهاد المشنوق، ما يؤكد ان فريقا سياسيا في لبنان هو الذي يؤمن الغطاء السياسي، للمجموعات الارهابية عندما يتعاطى معها على انهم «ثوار» ومعارضون للنظام السوري، ورفض عودتهم الى سوريا حتى من يقع في قبضة القوى الامنية لاسباب جرمية او ارهابية، فإن سياسيين لبنانيين في 14 آذار كانوا يعلنون رفض ترحيل هؤلاء الى سوريا لان النظام سيقتلهم وهذا ما شجع الارهاب والفكر التكفيري ان يتغلغل بين صفوف النازحين الذين اختطفت مخيماتهم من قبل الارهابيين أليس هذا ما هو حاصل في عرسال التي كانت وفود من 14 آذار تزورها على انها محاصرة وتهوّل بأنها ستتعرض لهجوم من «حزب الله» لاذكاء الصراع السني - الشيعي، ولتمكين القوى الاسلامية المتطرفة من ان يكون لها ارضية في داخل الطائفة السنية؟

«فداعش» لها شركاء بين السياسيين اللبنانيين يؤكد المصدر في 8 آذار كما لها حاضنة داخل «جماعات اسلامية» لم تدن ما جرى في القاع، كما لم ترفض ما حصل في الضاحية الجنوبية والبقاع من تفجيرات وهذا ما يساعد الارهابيين ان يتمركزوا في عرسال وجرودها وتكون لهم مراكزهم ومن يمنع الجيش على الحسم العسكري مع الارهابيين هو العنوان السياسي - المذهبي بأن عرسال ذات الانتماء المذهبي السني، لا يمكن القيام بعملية عسكرية لتحريرها من الارهابيين الذين يرفضهم غالبية اهالي البلدة صاحبة التاريخ الوطني والقومي التي سقط منها الشهداء في المقاومة الفلسطينية واللبنانية وقاومت مشاريع الاستعمار والتقسيم، لكن استخدامها سياسيا، هو ما يمنع طرد الارهابيين منها الذين قتلوا من ابنائها العشرات ومنعوا مواطنيها من استثمار اراضيهم وارزاقهم يقول المصدر الذي يؤكد ان القاع ورأس بعلبك والفاكهة والجديدة واللبوة والنبي عثمان وبلدات اخرى تعرضت وستتعرض لاعمال ارهابية واجتثاث الارهاب يبدأ من جرود عرسال، وهو ما اجمع عليه الخبراء العسكريون وان الارهابيين ان جاؤوا الى لبنان من خارجه وليس من مخيمات النازحين كما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق فهذا يتطلب قرارا سياسيا رسميا مدعوما من مواقف سياسية وتضامن شعبي بتحرير عرسال المحتلة كما قال المشنوق وبمؤازرة اهلها الشرفاء، لينتشر الجيش على كامل الحدود اللبنانية - السوري يقول المصدر الذي يرى ان مثل هذه العملية لا بدّ ان تحصل بالتنسيق مع الجيش السوري وحلفائه ومن دونه فإن عرسال وجرودها تابعة «للدولة الاسلامية» في الرقة التي منها جاء الارهابيون ليبقى السؤال اين «الدولة اللبنانية»؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة