"ليبانون ديبايت" - لارا الهاشم:
منذ وقوع مجزرتي القاع لم يخلُ يوم من المعلومات الامنية ومن البيانات والتحليلات حول خارطة وصول الانتحاريين الثمانية وهدفهم وحول ضبط شبكات مرتبطة بهم.
لكن حتى الساعة لا تزال التحقيقات الدقيقة في طور البحث عن اكثر من قطبة مخفية في موضوع انتحاريي القاع الثمانية بحيث لا تزال الاجابات عن اكثر من سؤال، في اطار التحليل.
ما بات شبه مؤكد بالنسبة للاجهزة الامنية هو ان مشغل الارهابيين الثمانية ومجندهم يتمركز في القلمون السورية من الجهة الشرقية لجرود راس بعبلبك وعرسال حيث يسيطر تنظيم داعش. اما التحليل الامني المنطقي فيرجح بشكل كبير ان يكون الانتحاريون قد تسللوا ليلا عبر الجرود حتى بلغوا الداخل اللبناني وليس من المخيمات، علما ان مشاريع القاع محكمة من ناحية السهل من قبل الجيش اللبناني كما انه منتشر على خط واحد في جرودها وجرود عرسال وراس بعلبك. فيما حزب الله يسانده من الناحية الشرقية ايضا لجهة قارة السورية. وبالتالي فان امكانية تحرك اي آلية في الجرود قد يكون عرضة لنيران الجيش ما يغلّب فرضية التسلل.
حتى الساعة لا تزال مخابرات الجيش تبحث عن قطبة مخفية لتحديد الوجهات التي كان ينوي الانتحاريون الثمانية اقتحامها، الا انها لا تزال تستبعد ان يكون القاع بحد ذاته مستهدفا.
فصحيح ان التفجيرات الاربعة الثانية اعادت خلط اوراق التحقيق وعززت هذه الشبهة بداية، الا ان طرح اكثر من سؤال يبقي الاحتمالات مفتوحة على اكثر من جهة:
- اولا التوقيت: فالساعة الرابعة فجرا ليست المثلى لايقاع اكبر عدد من الضحايا، وبالتالي الا يرجح ذلك ان تكون قد حددت كساعة للانطلاق من البقاع والتوزع على مختلف المناطق كالهرمل او بيروت في ساعة الذروة واسقاط اكبر عدد من الضحايا؟
- ثانيا المكان: لماذا اختبأت المجموعة الاولى في حديقة منزل المقلد؟ ولم تختبئ مثلا في بستان او في شقة مخفية؟ الم تكن بانتظار شخص يقل عناصرها من مكان الى آخر؟
- ثالثا: هل تم اعداد ثمانية انتحاريين لتفجير مكان واحد؟ فتجنيد ثمانية انتحاريين ليس بالامر السهل بل يتطلب مجهودا وتعبئة وتجهيزا وتخطيطا من اجل التسلل الى داخل الاراضي اللبنانية ، وبالتالي يستبعد الامنيون ان يكون الهدف تنفيذ ثماني عمليات انتحارية في ساحة واحدة بقعتها صغيرة غير مكتظة بالمدنيين. د
من جهة اخرى ترجح الاجهزة الامنية ان تكون الخليتان منفصلتين ولو حتى كان مشغلهما واحدا بحيث ان الاولى كانت تنوي اجراء عمل منفصل عن الخلية الثانية علما ان المجموعات الارهابية باتت تعمل بشكل عنقدي اي ان احداها لا تبلَّغ بعمليات الاخرى وحتى ان اعضاء الخلية الواحدة قد لا يتعرفون على بعضهم الا في لحظة التجمع. ومن المحتمل ان تكون المجموعة الثانية قد اضاعت الطريق وارتبكت بحكم انها آتية من الجرود مباشرة او بعدما انكشف امر المجموعة الاولى ما اضاع بوصلة التنفيذ.
المعلومات الامنية تشير ايضا الى احتمال وجود مجموعات اخرى ذات صلة بانتحاريي القاع وبالتالي فان مديرية المخابرات تقوم بعمل دقيق لناحية الرصد والمراقبة والمتابعة لكشف الحلقات المفقودة.
اما وزير الداخلية السابق العميد المتقاعد مروان شربل فيبدو مقتنعا بأن المسلحين خرجوا من المخيمات وان لو كان هدفهم مناطق بعيدة لما كانوا ارتدوا احزمتهم تلافيا لكشف امرهم على الحواجز الامنية. ينطلق شربل من خبرته العسكرية ليرجح سيناريوهين في حديثه مع "ليبانون ديبايت":
- الاول ان تكون سيارات النقل التابعة للجيش اللبناني هي المستهدفة في التفجير الاول.
- الثاني فيتخوف شربل ان يكون التفجير المسائي بمثابة بروفا ينطلق منها داعش لاختبار ردود فعل الاجهزة الامنية، ليكون انطلاقة لاحتلال الجرود بما فيها تلة الصليب في القاع، التي في حال وقعت تحت سيطرته تضع منطقة البقاع الشمالي برمتها تحت خطر نيران التنظيم وقنصه.
ولربما هذا التخوف كان في حسبان حزب الله الذي بحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، استقدم بعيد تفجيرات القاع المسائية حوالى ال 400 عنصر من منطقة الهرمل وثلاث مجموعات من الوحدات الخاصة في بعلبك ونشرهم على طول جرود القاع تحسبا لاي هجوم مسلح محتمل. وفي هذا الاطار وازاء هذه المخاوف صار المطلوب بشكل ملح اتخاذ خطوات عملية وجدية طارئة قبل الدخول في المجهول واعادة لبنان الى دائرة الخطر.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News