في ظل المصالحات التي جرت بين اركان الطوائف والمذاهب، التي شملت المصالحة المسيحية والتقارب الدرزي والوحدة الشيعية السياسية، وحدها الطائفة السنيّة لا تزال مشرذمة بسبب انقسامات اركانها، وبالتالي تأرجحها بين الاعتدال والتطرّف، وصولاً الى إنزلاق فريق نحو التكفير والارهاب بحسب ما ترى مصادر سياسية مراقبة، لان الخلافات كبيرة بسبب الاتجاهات السياسية المتنوعة، من دون ان تحظى هذه الطائفة بزعيم يوحّدها، فيما كانت قبل سنوات تحت عباءة الرئيس سعد الحريري، الذي خسرها شيئاً فشيئاً بسبب عدم صوابية قراراته كما ترى المصادر المذكورة. لافتة الى وجود وساطة عربية لإعادة اللحمة بين الحريري والوزير المستقيل اشرف ريفي الذي بات زعيم السنّة، خصوصاً بعد كسره سياسياً كل زعماء طرابلس في الانتخابات البلدية حتى بدا الحاكم بأمره، على أثر تسجيله سلسلة انتصارات بجمهوره الشعبي في مناطق الشمال.
وتشير المصادر المذكورة الى ان الوساطة العربية فشلت على خلفية المواقف التصعيدية بين الحريري وريفي في الفترة الاخيرة، إضافة الى كلام الاخير عن الفريق المعاون للحريري بأنه السبب في خلافاتهما.
ورأت المصادر انه لطالما دعت المرجعيات السّنية في لبنان الى لمّ شمل الطائفة، وتوحيد كلمتها للخروج من دوامة الإنقسام، مع ضرورة التحرّك السريع لمعالجة الاضطرابات داخل البيت السنّي، والتشديد على الدور الوسطي مهما اشتدت العواصف السياسية، وهذه المواقف المغايرة برزت بقوة منذ بدء الازمة السورية، بحيث إنقسمت بين مؤيد ومعارض للرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية، فتحملّت الطائفة المذكورة تداعيات تلك الازمة بصورة كبيرة ولا تزال . وشددت المصادر على ضرورة توحيد موقف الطائفة في الاطار السياسي، من ناحية الابتعاد اولاً عن التطرّف الذي لا يفيد، والقتال تحت عناوين دينية تزيد من الشرخ، لاننا بحاجة الى تواصل وتفاهم أكبر في العلاقات السنيّة- السنيّة ، والى فكر اصلاحي وتعاون كلّي من أجل مصلحة هذه العلاقات اولاً، لانها تبدو اليوم من اكثر الطوائف تشتتاً، في ظل ما نشهده لدى الطوائف الاخرى، فهنالك مصالحة حصلت داخل البيت المسيحي تمثلت بإتفاق بين «التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية»، وهنالك كلمة موّحدة داخل الطائفة الشيعية بنسبة كبيرة تتمثل بين حزب الله وحركة امل، إضافة الى ان الساحة الدرزية تلتزم بخطاب النائب وليد جنبلاط في ظل توافق بينه والنائب طلال ارسلان، وإن حصلت بعض المناوشات بينهما بين الحين والاخر، إلا ان الطائفة الدرزية تتوّحد دائماً من اجل مصلحتها اولاً.
وحول إمكانية الحدّ من التطرف السّني المتواجد من خلال بعض التنظيمات السّنية الارهابية، اعتبرت المصادر عينها بأن ثمّة مجموعة من العوامل الكامنة وراء ارتفاع وتيرة التطرّف السنّي في لبنان، يتمثّل في تزايد استياء السنّة من حزب الله، الذي يُعتبر قوة سياسية وعسكرية مؤثّرة، بعد مشاركته في الحرب السورية، إضافة الى غياب الزعيم القادر على جمع السّنة ، لان المطلوب احتضان الطائفة على غرار ما يجري داخل الطوائف الاخرى وخصوصاً الطائفة الشيعية. لان الاحباط قادر على كل شيء، ولذا علينا إبعاد هذا المشهد والحؤول دون انتشار التيارات السلفية والتنظيمات الارهابية في لبنان، وبصورة خاصة في طرابلس وعرسال ، والبحث عن زعيم يتميّز بالعقلانية، وبالتالي قادر على جمع الخطاب السّني بعيداً عن السياسة الضيقة، وعليه ان يعي خطورة ما يحصل من اخطاء سياسية على هذه الساحة ، ومنها القضاء سياسياً على أي بيئة حاضنة للارهاب كالتي نجدها في طرابلس وعرسال، وإبراز البراهين التي تؤكد اعتدال السنّة في لبنان بصورة عامة، وإعلانهم فعلياً وبطريقة جازمة الرفض المطلق لكل تكفيري يلعب على الوتر الديني من اجل تحقيق غاياته المرفوضة، التي الحقت اضراراً جسيمة بأهل السنّة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News