"ليبانون ديبايت":
من المتعارف عليه أن الإضراب عن الطعام هو قيام شخص أو أشخاص لديهم أفكار سياسية ما أو إجتماعية ما بمحاولة الضغط من خلال أمعائهم لتحقيقها. طبياً، يعتبر الإضراب عن الطعام مضرّ بالصحة لدرجة تمكنه من تلف أوعية دموية أو أنسجة دماغية في حال طالت مدة الإضراب، هذا فضلاً عن إنخفاض نسبة البروتين فى الجسم والدهون المختزنة عند بدء الإضراب والتي تمد المخ البشرى الطاقة وطول أمد عدم الأكل (لشهر مثلاً) قد تتسبب في تلف دائم ببعض الأجهزة الأساسية في الجسم تظهر تباعاً من خلال الأعوام اللاحقة، هذا ناهيك عن فقدان الوعي والشعور بالاجهاد والضغف وعدم التركيز أثناء الإضراب.
هذه القاعدة الحياتية الأساسية التي لا يمكن تجاوزها، كسرها المضربون عن الطعام من السجناء الإسلاميين في سجن رومية الذين - ربما - لديهم مناعة من عدم الأكل ومقاومة جبارة لقوانين الطبيعة المرفوعة والمنصوبة التي أوصلتهم إلى حالٍ من الزهود وبات ملائماً لهم عدم الأكل بعد أن بلغ إضرابهم إلى الآن الـ25 يوماً!، ويا إلهي ويا للمفارقة العظيمة أنهم لم يتعرضوا حتى الآن لأية أعراض سلبية وكان واضحاً عدم نقل أحدهم إلى أي مستشفى وهم مستمرون بحياتهم بشكلٍ طبيعي دون أي مخاطر قد تترتب عليهم، لا بل أن نشاطهم بلغ حد الإعتصام والتمرّد!.
وعلى الرغم من أن الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية الذين إختاروا الإضراب عن الطعام طريقاً لكفاحهم، واجه بعضهم الموت بعد أن طالت مدة إنقطاعهم عن الأكل، بينما بلغ في بعضهم الإرهاق حد المرض من الشهر الأول، في حين أنه يمكن الركون إلى نشطاء المجتمع المدني اللبناني الذين أضربوا عن الطعام في وسط بيروت وبقوا كذلك مدة من الزمن تراجعوا بعدها بفعل النتائج السلبية وبعد أن باتوا غير قادرين على تحملها بتاتاً، بينما لا ترى كل تلك التأثيرات السلبية تظهر على السجناء الإسلاميين.. فكيف ذلك؟!
يلخص طبيب مختص هذه الحالة بعبارة "إضراب الكذبة"، فالطبيب العارف بشؤون الأجساد، يكاد لا يقتنع أن جسداً يستمر دون طعام لنحو الـ25 يوماً ولا يواجه أي أعراض جانبية وإلا "فهؤلاء ليسوا ببشر".
ربما هو محق في الشكل من هذه الناحية كون هؤلاء إمتصوا دماء بشر بعد أن قتلوهم عن سابق إصرار وتصميم بذرائع دينية واهية، أما في المضمون الظاهر فإن إضراب السجناء الإسلاميين برومية الذي مرّ عليه 25 يوماً يدخل ضمن تعريف "أن تكذب أكثر" عساه يجد طريقه نحو أن يصدقه أحد، حتى أن أقرب الأقربين لهم يكادون لا يصدقون مسلسل الإضراب هذا الذي لا تظهر مفاعيله السلبية إلا من خلال النوح والبكاء ليس على شيء إنما على عدم تمكنهم من تمرير كذبتهم على أحد وفشلوا بإستغلالها من أجل تعزيز موقعهم!.
المضحك، أن الإضراب الذي قام على أساس تعزيز مطالبهم وتحسين ظروف سجنهم وإعادة رفاقهم من المساجين الذين باتوا في عهدة المحكمة العسكرية، أنخفض سقفه إلى دون مستوى تأمين تلفزيونات وسخانات وأمور روتينية بل وصل حد التباكي من أجل إظهار أنهم "مضربين عن الطعام" وكأنهم باتوا يشحذون أحداً أن يصدقهم!، أما المبكي، فهو على حال بلد وصل بوقاحته إلى تجاهل محاسبة من أراق دماء عسكريين وقتل مدنيين وكفر مواطنين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News