داعش يتمدّد جنوباً.. هل يتدخل نصرالله؟

"ليبانون ديبايت":

كان لافتاً قبل أيام خروج بيانات صادرة عن بلديات في الجنوب اللبناني تحدّد، إلى حدٍ ما، أسلوب عيش أبناء تلك البلدات، فارضين عليهم أسلوب حياة ربما كان موجوداً، إلى حدٍ ما، لكن ليس بهذا الشكل الفوقي!.

البيانات التي إنتشرت كالنار في الهشم، إستدعت حملةً إعلاميةً واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي جمعت تحت ظلالها العلماني والإسلامي اللذان إمتعضا سوياً من القرار. الأول يعتبره "غير مقبول في مجتمعٍ حرّ"، أما الثاني فيرى فيه "تدخيلاً للدين في أمور أخرى تبعده عن المقاصد الأساسية"، في حين أن هناك من يستشعر نوايا بأن ثمة من يريد تعميم ظواهر متشددة كان أول من نبذها الأمام السيد موسى الصدر.

التعميمان البلديان الصادران عن جبشيت قضاء النبطية وعيترون قضاء بنت جبيل، طلب الأول من أحد أصحاب مقهى الإنترنت عدم الجمع بين النساء والرجال في محله فضلاً عن أخرى كأماكن توقيف الدراجات النارية وتحديد فترة السهر، وهي أمور بديهية عادية، لكن اليس ببديهي هو ما ذهبت البلدية الثانية إليه الذي وصل حد الفرض على المسبح الوحيد في البلدة عدم الإختلاط بين الرجال والنساء وفرض دوام للنساء صباحاً وللرجال بعد الظهر، وهو ما إعتبر حرماناً لشبان ربما يريدون السباحة في فترة الصباح ونسوة يحببنّ السهر ليلاً وربما السباحة.

من الوجه الشرعي الإسلامي، تعتبر السباحة بأزياء مكشوفة بين أمام الرجال محرمة، لكن وجود النساء في ظل وجود رجال أمر ليس بمحرماً. البلدية إنطلقت من هذا الإعتبار، أي أنه لا يجوز سباحة النساء أمام الرجال، علماً أنه ليس من حقها فرض هذا الأمر على المواطنين كوننا نعيش في دولة بنظامٍ حرّ يكفل ويحمي حرية ممارسة الافراد في كنف القانون وتحت سقف الدستور، وتعميم كالتعميم الذي صدر عن البلدية، يعتبر تدخلاً في حق شرعي للمواطن، أي أنها تتعدى على صلاحياتها ويمكن لهذا المواطن أن يدعي أمام القضاء!.

مصادر بلدية عيترون نفت في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أن يكون مقصدها من التعميم "التعدي على حقوق الناس"، معتبرةً أن الغاية "تنظيم الأمور في البلدة منعاً لحصول أي إلتباسات، لكن البعض آثر تصوير الموضوع عكس المقصود لغايةٍ في نفس يعقوب"، نافياً في السياق إتهام "الداعشية على البلدية". بلدية جبشيت لم تكن بعيدة عن هذا الجو، مصادرها أكدت لـ"ليبانون ديبايت" أن الهدف من التعميم "تنظيم الأمور داخل البلدة" بعد أن بلغت التعديات "حداً غير مقبول خاصةً من قبل الشبان الذين تخطوا المدى المسموح قانوناً للسهر وهم ما يرتب تدخل البلدية للجم هذه الظاهرة".

وعن طلب عدم الإختلاط داخل المقهى، برّر أحد مصادر بلدية جبشيت ذلك بأنه "بناءً على طلب العديد من الأهالي وليس فراماناً من البلدية كما وصف". وبين هذا وذاك، بات المواطن الجنوبي يرى أن هناك ظواهر متشددة تسللت إلى المجالس البلدية المنتخبة حديثاً تحت جناح المقاومة التي لم تقم منذ نشأتها بمثل هذه الأفعال على الرغم من إتهامها بـ "الأسلمة"، أمر بات يستوجب تدخل قيادة حزب الله للجم الأمور خاصةً وأن غالبية المجالس البلدية هذه أتت إلى مناصبها بمباركة حزب الله وحفظه، فهل يتدخل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لكي يعيد الأمور إلى نصابها، كما بات يردد داخل العديد من القرى الجنوبية لـ "وقف تمدد داعش الشيعي" كما يسمى.