تتفهم الدول الغربية إصرار لبنان على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، تبعا للتحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يتكبدها نتيجة استضافة أكثر من مليون ونصف لاجئ منذ العام 2011، بغياب أي أفق حقيقي لحل الأزمة السورية وتعدد الطروحات التي قد توحي بوجود نية لدى أطراف دوليين بتوطين اللاجئين في الدول التي تستضيفهم.
وقد فاقم إعلان الرئيس التركي مطلع الشهر الحالي أن حكومته تعمل على مشروع من شأنه السماح للراغبين من اللاجئين السوريين الحصول على الجنسية التركية٬ من مخاوف اللبنانيين وبالتحديد الجهات الرسمية من وجود خطة دولية للتوطين تصبح أمرا واقعا مع مرور الوقت.
وتقول مصادر دبلوماسية غربية، إنها لا ترحب بالفكرة من منطلق أن "لا مناطق آمنة داخل سوريا٬ وبالتالي لا يجوز نقل عشرات آلاف السوريين إلى مقرات قد نظنها آمنة في مرحلة من المراحل فتتحول بلحظة إلى منطقة حرب".
وأشارت المصادر إلى أن "التجاوب مع طرح مماثل ممكن فقط مع ضمان التوصل لحل نهائي للأزمة السورية يضع حدا لوقف إطلاق النار٬ عندها يمكن نقل مئات الآلاف من اللاجئين إلى مناطق داخل سوريا بانتظار إعادة أعمار منازلهم٬ لأنه بحينها فقط يمكن ضمان أمنهم".
وينسجم الموقف الذي عبرت عنه المصادر الدبلوماسية مع موقف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين٬ إذ قالت الناطقة باسم المفوضية ليزا أبو خالد، إن “التاريخ علمنا أن إنشاء مراكز إقامة في دول لا تزال بحالة حرب٬ لم يكن يوما آمنا"٬ مشددة على عدم جواز السير بطرح مماثل "قبل توافر كل بنود القانون الدولي الإنساني ومنها موافقة الحكومة السورية والجهات المعنية بالحرب".
وأضافت أبو خالد: "أي منطقة يمكن أن ننقل إليها اللاجئين داخل سوريا يجب أن تكون منطقة مدنية بامتياز لضمان عدم تعريض حياتهم للخطر … وحتى الساعة لا وجود لمنطقة مماثلة كما أن البنود التي تحدثنا عنها لم تكتمل".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News