في رحلة صيد.. اختُطِف إدوارد وفؤاد وجورج

إسمي إدوارد، وكنتُ أعملُ في مجالِ البناء وأعيشُ في ريفون، مسقط رأسي، مع أخي منصور وعائلَتهُ. وبرُغم أنني عشتُ فترةَ حربٍ، كانت حياتي بسيطة. لطالما اعتبرتُ حظي في الحياةِ نعمةً من الله الذي كنتُ شاكراً له.

أعربتُ عن ذلك الشكر بتكريسِ وقتي لكنيسةِ ضيعتنا، فقد ترأستُ قاعةَ وقف كنيسة مار روكس في ريفون. كنتُ متفانيا في عملي، وكنتُ أهوى الصيد وأتشوّق لرحلات الصيد نهاية الأسبوع.

في عام 1985، تدهور الوضع الأمني في ريفون، وأصبحَ من الصعبِ علينا التنقل داخلَ المنطقة. أدّى ذلكَ إلى تغيير مواقعِ رحلاتِ صيدِنا من الجبالِ المجاورةِ إلى سوريا. استمتعنا برحلاتِ صيدِنا قربَ حلب في سوريا لمرةٍ أو إثنتين، ولكن في المرةِ الثالثة اختُطِفت أنا وصديقيّ: فؤاد وجورج. لم نستطع إيجاد طريقنا إلى الوطن. لم يُعرَف عنا أي خبر باستثناء خبر نقلنا من حلب الى الرقّة.

انهارت حياة أخي في ومضة عين، كرّس مُعظم وقته للبحث عنّي، حتى إنهُ إنتقلَ للعيشِ في دمشق لمدة تسعةِ أشهرٍ تاركاً عمله وموظفيه وعائلته، لكنّ جهوده لم تكن مُثمرة. بعد فترة، مُنع من الدخول الى سوريا ولم يتمكّن من الاستمرار في البحث عنّي.

إسمي ادوارد صفير، وصديقاي هما فؤاد حداد وجورج قزي. لا تدعوا قصَصنا تنتَهي هنا.