فرنجية يشكو لبري ويلعن الساعة!

"ليبانون ديبايت"

لم يكن بوسع الوزير سليمان فرنجية سوى أن يشكو ضيق الحال للرئيس نبيه بري، أكثر شخص فهمه في هذه المرحلة، مرحلة ترشحه لرئاسة الجمهورية، والحليف الوحيد الذي جاهر بتأييده كونه "من أهل البيت".

بعد أن ضاقت السبل بفرنجية أمام خجل حزب الله من إعلانه مرشحاً كونه ملتزم بعون، وضياع فريق الثامن من آذار بين رفض الترشح لأنه أتى بمبادرة من الحريري، وبين من لا يريد أن "يُزعل الجنرال والحزب" أتته الصفعة الجديدة مِن من رشّحه إلى الرئاسة وأدخله في هذا النفق المظلم، حيث هناك شعور لدى فرنجية بأن صفقة ما تحاك ويراد إخراجه من الصورة بعد إحراجه ليتحول إلى كبش محرقة الإتفاق العتيد بين بيت الوسط والرابية!

لم يكن أمام فرنجية إلّا أن يذهب ويشكو للاستاذ وصولاً للعن الساعة نتيجة إنتقادات وتهجم بالجملة من الأصدقاء والحلفاء قبل الخصوم. كلام فرنجية من دارة بري الذي أكد على أنه باقٍ في معركة الرئاسة، أتى كرسالة صارمة أطلقها وعرف أين يوجّهها ليس إلى فريقه السياسي الذي بات يتحسسه منه، بل إلى الفريق الآخر الذي رشحه والذي يعمل على حشره في الزاوية، وكانه كان يقول لهم "لو قررتم إخراجي فلن تنجحوا"!

الأمر عند فرنجية خرج من دائرة ترشيحه من قبل فريق سياسي، بات الأمر شخصياً وكرامته من ضمنه! إذاً بات الأمر موضوع كرامة، وفرنجية لن يسمح بالتفريط بكرامته أو كسر هيبته أمام الحلفاء والخصوم معاً. وجد ببري ملاذاً، الشخص الوحيد الذي فهمه بأحلك الظروف، ذهب ليعيد ضبط الإيقاع ويضع الأمر أمام ما كان بتدوير الزوايا خبيراً.. فكان العشاء الأخير لبري مع الحريري ممراً لتمرير الرسائل وإعادة التوازن وهز العصا النبيهة.