مثل الشاب معتز س. امس أمام رئيس المحكمة العسكريّة العميد الرّكن الطيّار خليل إبراهيم، حيث اقر بخطئه بالذهاب الى الرقة والالتحاق بتنظيم داعش.
وقال معتز امام القاضي: "أعترف بأنني أخطأت، وأطلب السّماح"، ليجيبه إبراهيم: "أنت يجب أن تسامح نفسك، لأنّك أخطأت بحقّ نفسك".
وفي التفاصيل فان معتز س. ما إن وصل الى الرقّة، حتى بدأت الأفكار تدور في ذهنه: "كيف جئت إلى هنا؟"، واشارت الصحيفة الى ان رحلة ابن بيروت إلى الرقّة تختصر مقولة "من هالك لمالك لقبّاض الأرواح".
فقد تعرّف معتز على مقاعد الدّراسة في كليّة الشريعة في دار الفتوى، على صديق وزميل "يخاف الله" هو عمر ع. الذي عرّفه بدوره على القياديّ اللبناني في تنظيم "داعش" شاكر الشهال.
وفي بادئ الأمر، اقتنع بأنّ ما حدّثه عنه الشّهال هو الصحيح وأنّ تشجيعه على القتال في سوريا والانضمام إلى "داعش" هو "عين العقل" بغية "نصرة الإسلام وأهل السنّة". ولذلك، لم يفكّر ابن الـ21 عاماً بالعواقب التي يمكن أن تترتب على خطوته المقبلة، بل توجّه إلى تركيا بعدما زكّاه الشهال، ودخل منها إلى سوريا وتحديداً إلى الرقّة حيث تعرّف على عدد من قياديي "داعش" وأبرزهم اللبنانيّ الملقّب بـ "أبو قتادة" (من بلدة مجدل عنجر) وهو حائز جنسيّة كنديّة.
وأيّام معدودة وبدأت تتكشّف الحقيقة. أصوات الأحكام بتنفيذ "أحكام الله" (الإعدام) على عدد من مقاتلي التنظيم، وصور الرؤوس المقطوعة والتي صفّت بعناية على الحائط، زرعتا الرّعب في نفسه، فـ "هذا ليس الإسلام الذي تعلّمته في دار الفتوى".
وما زاد خوف معتز هو منعه من التكلّم مع أهله عبر الهاتف، اذ ان قياديي "داعش" لم يتوانوا عن تكفير والديه وبالتالي حظر التّواصل معهما، بالإضافة إلى تكفير دار الفتوى التي لا تلتزم بـ "تعاليم الدين".
وكلّ ذلك، بحسب المعلومات دفع بمعتزّ إلى الطّلب من قياديي "داعش" السّماح له بالعودة إلى مسقط رأسه بيروت، ولكنّ هذا لم يحصل بل كان مصيره الحبس 7 أشهر بانتظار تنفيذ حكم الإعدام به.
وبعد مدّة وجيزة، راوغ الشاب وطلب من المسؤولين عنه الغفران واعداً بالعودة كمقاتل إلى صفوف التنظيم. ولذلك، سلّمه هؤلاء وظيفة إداريّة، حيث تعرّف على شاب سوريّ يعمل في مجال التّهريب وساعده في الاتصال بوالديه والاستحصال على مبلغ من المال أرسله له والداه عبر مكتب لتحويل الأموال في الرقّة.
وقد استطاع الشاب السوريّ أن يهرّبه من الرقّة إلى تركيا، ليعود معتزّ إلى لبنان حيث سلّم نفسه إلى المديريّة العامّة للأمن العام فور وصوله.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News