خرق خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في الذكرى العاشرة للانتصار في حرب تموز الجمود السياسي، وأطلق ما يشبه مبادرة أولية حيال الرئيس سعد الحريري، تحت سقف التمسك بترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، بإعلانه «ان الحزب سيكون منفتحا وايجابيا حيال ما يتعلق برئاسة الحكومة بعد انتخاب الرئيس، ولن نصعّب الأمور».
يمكن القول ان إيجابية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقاربة فرضية تولي الحريري رئاسة الحكومة، إنما تنطوي على الدلالات الآتية:
- رد تهمة تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية عن الحزب الذي انتقل بعد خطاب بنت جبيل من موقع الدفاع الى موقع الهجوم الذي يسمح له بكشف حقيقة نيات الآخرين.
- إعطاء جرعة مقويات لترشيح عون، وطمأنة الجنرال الى ان «حزب الله» يفعل أقصى ما يستطيعه لتسهيل وصوله الى رئاسة الجمهورية ولا يكتفي بالدعم المعنوي او اللفظي. وكان لافتا للانتباه ان «السيد» لم يتطرق في خطاب الانتصار الى السعودية، الامر الذي فسره البعض بانه يهدف الى إراحة عون أكثر فأكثر، بعد التحليلات البريئة و «الخبيثة» التي روجت بان حظوظ «الجنرال» الرئاسية تراجعت في أعقاب الهجوم الحاد الذي شنه نصرالله على المملكة في خطابه ما قبل الاخير.
- قطع الطريق على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي لا يترك مناسبة إلا ويحاول فيها التشويش على تحالف «حزب الله» مع الرابية، متهما إياه بانه لا يريد، في العمق، انتخاب عون وإلا لكان قد فعل شيئا من أجل مساعدته. وبهذا المعنى، أتى طرح نصرالله العملي ليصعّب على جعجع مهمة تحريض «التيار الحر» من جهة والمزايدة على «حزب الله» من جهة أخرى، خصوصا عندما ذكّر نصرالله بأن تبني الحزب لعون سابق حتى لحرب تموز 2006.
- رمي الكرة الى ملعب الحريري الذي بات امام اختبار صعب، في ظل تأرجحه بين حاجته الى استعادة رئاسة الحكومة وبين صعوبة هضم خيار عون، لاعتبارات داخلية تتصل بمزاج قواعد «المستقبل»، وأخرى خارجية تتعلق بالموقف السعودي.
- تحميل السعودية مسؤولية أي تعطيل اضافي للاستحقاق الرئاسي، بعدما أبدى نصرالله قبولا مبدئيا بعودة حليفها المفترض الى رئاسة الحكومة، وهو موقف يُفترض ان تبادله الرياض بالتجاوب مع خيار عون، تحت طائلة تحميلها عواقب إطالة أمد المأزق الحالي.
- تنشيط خلايا الحوار الثنائي بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، عشية الجلسة الدورية التي ستجمعهما غدا في عين التينة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News