مختارات

د. هيلة حمد المكيمي

د. هيلة حمد المكيمي

النهار الكويتية
الثلاثاء 16 آب 2016 - 07:01 النهار الكويتية
د. هيلة حمد المكيمي

د. هيلة حمد المكيمي

النهار الكويتية

ما جديد الشرق الأوسط الجديد؟!

ما جديد الشرق الأوسط الجديد؟!

يخطئ من يعتقد بأن سوريا ستفكك بل ستبقى كدولة فاشلة ضمن مفهوم تصنيف الدول في العلوم السياسية- وذلك لفترة من الزمن، بسبب ان اللاعبين الاقليميين الرئيسين يرفضون تفكيكها، لتعارض ذلك مع مصالحهم الاقليمية، فالاسرائيليون لا يرغبون بدويلات على حدودهم والايرانيون والاتراك يجمعهم الهم الكردي، لهذا ستعود بها الحياة من جديد دون تغيير حقيقي، الا ان مستقبل المشهد السوري سيكون البوصلة الحقيقية لمستقبل المنطقة برمتها، وكافة المؤشرات تؤكد بأن المستقبل سيكون نحو المزيد من التطرف ليس فقط من قبل الجماعات المتطرفة ولكن هناك قادم جديد يتمثل في انتشار الميليشيات النظامية المنافسة للجيش النظامي.

غياب ادارة الرئيس اوباما عن وضع سياسة محددة في الشرق الاوسط - حيث في افضل حالاتها اعتمدت على حروب الوكالة والقضاء على الاهداف بواسطة نظام الطائرات بدون طيار- والتي من الممكن ان تستمر في حال وصول هيلاري كلينتون فتح المجال واسعا للنفوذ الروسي في المنطقة والذي جاء بمباركة اميركية بهدف القضاء على «داعش» فتم القضاء على المعارضة المعتدلة، ما فتح السؤال واسعا هل كان تنظيم الدولة على علاقة جيدة مع جميع القوى الاقليمية في المنطقة؟ وماذا فعلت روسيا ازاء المجاهدين الروس وغيرهم ممن يأتون من الجمهوريات السوفيتية سابقا؟.

لم يتمكن اي طرف من تحقيق حسم نهائي في ارض المعركة، فما كان من الاتراك الا السعي لتغيير قواعد اللعبة في ظل ضغط الانتخابات الامريكية التي ترغب بقضاء سريع على تنظيم الدولة بعد ان اتهم ترامب مرارا وتكرارا هيلاري كلينتون بأنها من سعى لتأسيس تنظيم الدولة بهدف خلق الفوضى في المنطقة، كما وجه اوباما انتقادا لاذعا في مقابلتة الشهيرة في مجلة ذي اتلانتك في ابريل الماضي للرئيس التركي بعد ان وصفه في عام 2010 بأنه ضمن اهم خمس رؤساء في العالم ممن يحتفظ معهم بعلاقات شخصية وخاصة، بل انه وصف تركيا بأنها نموذج للديمقراطية المسلمة التي يجب ان تصدر للعالم الاسلامي، وكانت الاشكالية الكبرى للاتراك في الدعم الاميركي اللامحدود للاكراد. كل تلك العوامل دفعت الاتراك لاعادة العلاقات مع اسرائيل بعد ان توترت بسبب احداث عام 2009 التي شملت كلمة اردوغان في المنتدى الاقتصادي العالمي امام شمعون بيريز ومحاولة الاتراك كسر حصار غزة والسفينة التركية التي قتل عليها تسعة اتراك من قبل الجيش الاسرائيلي. فكانت عودة تلك العلاقات قبيل فترة قصيرة من الاعلان عن الانقلاب الفاشل والذي شمل تصفية للقضاء والاكاديميين واعادة هيكلة الجيش وتطهيره.

فبعد التقارب التركي- الاسرائيلي، جاء التقارب التركي- الروسي، ومن الجدير بالذكر ان تركيا اساسا تحتفظ بعلاقات متميزة مع روسيا لاسيما في مجال السياحة والتبادل التجاري، بل انه حتى في بدايات الازمة السورية اتفق كلا الجانبين على الاختلاف، لكن توترت العلاقات حينما دخلت روسيا كلاعب رئيسي في المشهد السوري ما ادى لوقوع حادث اسقاط الطائرة الروسية والتي تم الاعتذار عنها في يونيو الماضي. حاليا هناك دبلوماسية نشطة ما بين تركيا وروسيا وايران الى جانب قوى داعمة كاسرائيل وكازاخستان واذربيجان والعراق وغيرها من الدول ذات المصلحة، ولكن يبقى السؤال كيف ستؤثر تلك الدبلوماسية النشطة على المشهد السوري؟ فما بعد الحرس الثوري ومشروع تحويل الحشد الشعبي الى ميليشيا نظامية في العراق، والنموذج الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، ماذا سيكون مصير جماعة فتح الشام التي اعلنت استقلاليتها عن داعش والقاعدة وتطمح لأن تكون ضمن الفصائل السورية؟

مستقبل المشهد السوري.. بوصلة لمستقبل المنطقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة