المحلية

placeholder

الحياة
الثلاثاء 16 آب 2016 - 08:01 الحياة
placeholder

الحياة

الحراك الشبابي.. ينعطف نحو السياسة

الحراك الشبابي.. ينعطف نحو السياسة

بالسرعة ذاتها، وكما ظهر ليفاجئ السياسيين بقدرته على حشد الناس، لاسيما الشباب، وجعلهم ينزلون إلى الشوارع ضد الفساد و «الطبقة السياسية الفاسدة»، فإن الحراك الشبابي تراجع أيضاً خطوات إلى الوراء مخلفاً تساؤلات كثيرة حول انسحابه وتراجعه، فهل حصل ذلك بسب أخطاء وهفوات؟ أم أن الانكفاء جاء تحت ضغط الملاحقة الأمنية وما تعرض له شبان الحراك وشاباته ومنظموه من تضييق؟ أم بسبب العجز عن بلورة خطاب موحد تقوده مجموعة متناغمة، والتنافس على الساحات والمزايدات وتفريخ الأسماء مع ما تحمله من تناقضات وخلافات في ما بينها؟ أم بسبب توحد السياسيين في مواجهة حراك كان سيهدد مواقعهم لو قُيّض له أن يستمر بزخمه؟

تلك التساؤلات بدأت تطرح في الأوساط الشعبية نتيجة تراجع الحراك وغيابه عن الساحة بقوة، خصوصاً أن الأزمة السياسية والمشاكل على حالها، فلا الهدر والفساد توقفا، ولا الموضوع الرئاسي وجد حلاً، ولا أزمة النفايات تسلك طريقها إلى الحل الصحي والمستدام كما أكدت حملة «طلعت ريحتكم»، التي فتحت شهية حملات أخرى على الانضمام إليها بعد تحركها الخجول في 22 آب (أغسطس) الماضي على خلفية فشل الحكومة في إيجاد حلّ لأزمة النفايات التي حصلت بعد إغلاق مطمر النفايات الرئيسي في الناعمة في 18 تموز (يوليو) 2015، وتوقف شركة «سوكلين» عن عملها بعد انتهاء العقد معها. ومن هذه الحملات: «بدنا نحاسب»، «حلوا عنا»، «يلا عالشارع»، «الشعب يريد»، «تحرك 29 آب».

مراجعة نقدية
في مراجعة نقدية لتجربة الحراك، يشرح الناشط في حملة «طلعت ريحتكم» كلود جبر، أن تظاهرتي 23 و 24 تموز (يوليو) شهدتا أعمالاً مخلة بالأمن، من مهاجمة رجال الأمن، إلى اعتداءات على سيارات المارة وقطع الطرق، إلى تكسير لوحات الإعلانات وإشارات السير وواجهات المحال الذي اتهم بها بعض المندسين، ناهيك بإطلاق شعارات لإسقاط النظام وشعارات تحريضية، ما أثر على اندفاع الناس وخوفهم على أولادهم واعتبار التظاهرات شبيهة بالثورات العربية. لكنه يرى أنها كانت «أكثر من انتفاضة وأقل من ثورة». ومن أسباب عدم نجاح الحراك المطلبي بنظر جبر أيضاً، مركزية التحرك، ويلفت إلى أن «التحركات كان يجب أن تعم المناطق اللبنانية كافة». ويعترف إبراهيم الدسوقي، وهو من مؤسسي حملة «حلوا عنا»، بأن السلطات نجحت في استنزاف الحراك، الذي طرح بدوره أيضاً شعارات غير قابلة للتحقيق، مثل شعار إسقاط النظام، وكان يركز نشاطه على إخراج الموقوفين من السجن بعد كل تحرك على خلفية أعمال العنف التي سادت.

شكل جديد للنضال
10 أشهر مضت على المحطة الأخطر والأخيرة للحراك المدني وكانت مساء 8 تشرين الأول الماضي، عندما خرج الاعتصام في الوسط التجاري عن إطاره المرسوم، وحاول دخول مبنى مجلس النواب، فكانت المواجهات بين حملات هذا الحراك والحامية المؤلفة من عناصر مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي وشرطة المجلس النيابي المكلفة منع المتظاهرين من دخول ساحة النجمة، حيث أقدمت العناصر الأمنية على استخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، في وجه من وصفهم بيان قوى الأمن الداخلي بأنهم «بعض المشاغبين».
ويرى ناشطون في الحراك أنه لا بد من شكل جديد للنضال. وفي اعتقاد هؤلاء أن الحل يبدأ من السياسة. فمنها يبدأ الإصلاح ومنها ينتهي، ولذلك يراجع الحراك أجندة مطلبية مشتركة بهدوء وفق أولويات واستراتيجيات واضحة، تحضيراً لسلسلة تحركات تتزامن مع التحضير لإجراء الانتخابات النيابية في حزيران (يونيو) المقبل، مع مواصلة تحركه في مختلف المناطق ولو بشكل محدود للمطالبة بإجرائها وفق القاعدة النسبية، بما يعيد بناء سلطة تمثل الناس. فبنظر الحملات ستكون الانتخابات النيابية المفصل للانطلاق نحو بدء التظاهر لنيل مطلب تلو الآخر لأن السلطة الحالية هي المشكلة.

تزداد الأزمات وتزداد الأمور سوءاً يوماً بعد يوم في البلد، وهذا يعطي الحراك مبررا ودافعاً لاستئناف نشاطه بعقلانية أكثر وربما بهدوء أكثر، مركزاً على الأخطاء والتوعية.
وعلى ما يظهر، فإن «مجموعات الحراك» تكثف جهودها لإيقاظ الرأي العام، بعدما هدأ لفترة بالتزامن مع خمود هذه المجموعات، أقله في الشارع. فحملة «طلعت ريحتكم» بدأت سلسلة ندوات حول قانون النسبية مع هيئات المجتمع المدني في مختلف المناطق اللبنانية وكان أولها في ساحة التل في طرابلس، أما «بدنا نحاسب» فتتحضّر للإعلان بعد 15 يوماً عن تحركها في هذا الإطار في مختلف المناطق. ولا يخفي بعض أطراف الحراك رغبته «في خوض غمار التغيير عبر السياسة وعبر الترشح إلى الانتخابات النيابية المقبلة»، معتمدين على «تجربة الانتخابات البلدية في بيروت ومختلف المناطق التي سجل فيها معارضون للوائح السياسيين نتائج معبّرة». وأكد الناشط في حملة «بدنا نحاسب» جورج عازار «أننا نتحضر للإعلان عن مرشحين يخوضون المعركة الانتخابية»، لافتا إلى أنه «ليس من الضروري أن نتظاهر ليعرف السياسيون أننا نتحرّك... نحتاج إلى وقت تحضيراً لـ «تظاهرة 29 آب-2».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة