"ليبانون ديبايت":
تآلفت قوى الأمر الواقع السياسية وتحالفت على مائدة حركة "حماة الديار" التي أضحت مادةً دسمةً للتصويب على الجيش اللبناني على الرغم من أن لا علاقة تربطه بالحركة، لكن هناك ضغائن تختلج في النفوس تتحضّر في كل مرة لتطلق أسهمها ناح المؤسسة العسكرية بشكلٍ مباشر أو غير مباشر!
كان لافتاً تصريح النائب معين المرعبي، الذي إعتبر أن "حماة الديار ميليشيا تأتمر من قائد الجيش"، واكب هذا التصريح الصادر عن مسؤول في جهة سياسية معروفة، آخر صادر عن رمز ديني سلفي متشدد معروف، إعتبر أن "حماة الديار نموذج من محاولات ضرب أهل السنة"، ليتناغم معهما ما سبق من كلام من على مائدة دار الإفتاء، صادر عن وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي هز عصا سحب الترخيص من المجموعة.. فلماذا هذا التوقيت بالذات؟
تطرح تساؤلات عديدة حول خلفية التصويب على حركة أطلقت قبل نحو الثلاثة أعوام، وتعمد إستهدافها من قبل فريق سياسي محدد، كأنه أخذ أمر عمليات ليشن حرباً واضحة على هذه المجموعة. بدايةً، كان أمر الإعتراض محصور بجهات دينية شمالية شبّهت "حماة الديار" بسرايا المقاومة، ثم إنتقلت إلى إعتبارها "حشد شعبي" وفق النموذج العراقي، متعمدةً عبر هذا الإتهام، حشر الموضوع الطائفي وإستخدامه في تعابير معيب أن نعيد تكرارها هنا، وكان كل شيء في لبنان بات يلصق بمجموعة دينية واحدة دون الإكتراث إلى المجموعات الغوغائية التي تهدد لبنان من الخواصر الشرقية!
عموماً، لبى بعض الساسة أحقاد من أراد من أولياء الأمر الديني، وبدأت البروباغندا التي تبث الخوف وتشويه صورة حركة أسست أصلاً كمجموعة إجتماعية غايتها حماية الجيش، فأضحت بالنسبة إلى هؤلاء خطراً داهماً يهدد أفرادها أصحاب الأعداد القليلة، فئة تضم آلاف المواطنين! تشير مصادر "ليبانون ديبايت" ببالغ الأسى، إلى الخطاب الطائفي ذات السقف المرتفع المنطلق من حيثيات وجود "حماة الديار"، حيث ترى أن "ثمة وضوحاً في غايات الإستهداف وكيف جاء ومن مهد له ولمصلحة من يأتي".
وإذ تؤكد مصادر "ليبانون ديبايت" أن السقف المرتفع في الكلام يؤكد نجاح حالة "حماة الديار" في إيجاد بيئة مؤازرة للجيش في صفوف الشباب اللبناني، تشير إن هذا النجاح هو الذي دفع الذين يدورون في فلك الفكر المتشدد أو من يحميه منطلقاً من أبعاد طائفية، إلى الإلتفات لإمكانيات هؤلاء الشباب في حال سخرت لمصلحة مساندة الجيش، وعليه، وضعت المجموعة على رف الاعداء وبث شريط فيديو محرض عليها، يحذر من الإنضمام الشباب الشمالي إليها بإعتبارها "جهة كافرة" في أمر يستهدف في خلفياته عزل الجيش اللبناني، وما إستخدام الرابط السوري للحركة، إلّا من باب تصوير الأمر من أبعاد طائفية يحاول عبرها إحراج الجيش الذي أصلاً غير مرتبط بالحركة!
وإنطلاقاً من هذه الأبعاد، يظهر بوضوح أن الجهات الأساسية المحرضة هي التي وفرت الأرضية من أجل إيجاد حالة تؤدي لعزل الحركة التي باتت تتمدد في كل يوم وتصبح رقماً صعباً، خاصة مع تأكّد الجهات المتضررة من وجودها من إمكانية نجاحها نظراً لنجاح قوات الدفاع الوطني السورية والحشد الشعبي العراقي في قتال نماذج الإرهاب التكفيري، وهي قراءة بدأ الأميركي والغربي يتحدث بجدواها وجدو وجود قوى عسكرية رديفة للجيش النظامي تسهم بشكلٍ كبير في إلحاق الهزائم بالقوى السوداء، وهو أمر الأكيد أنه غير مرحب به من قبل الإسلاميين المشتدّدين في لبنان الذي يسعون لإعادة مجدهم الضائع من خلال التصويب على جهة خادمة للجيش، ومن خلال إغواء بعض السياسيين الذين باتوا أدوات لإرهاصات فكر يترنح على أبواب الشام.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News