هل أقامت منظمات الأمم المتحدة علاقات وثيقة مع مؤسسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد بما فيها مؤسسات مفروض عليها عقوبات أميركية وأوروبية بل بعضها متورط بشكل مباشر في الحرب وجرائمها. بعد 5 سنوات من الصراع في سوريا، تحدثك الأرقام عن الحال الذي آلت إليه البلاد، إذ يقدر عدد القتلى ب 400 ألف مواطن، أما عدد المشردين فيقدر بنحو 11 مليون، ولا تُرى نهاية للصراع في الأفق.
ولكن إذا لم يكن هناك خلاف حول ضحايا هذه الحرب المعقدة، فإن الجدل يتزايد حول أفضل السبل لمساعدتهم. حتماً، تحول التركيز إلى بعثة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، والتي يسمح لها بالعمل في سوريا بمباركة من الرئيس بشار الأسد.
يحدد النظام في دمشق أيضا الفئات التي يمكن للأمم المتحدة العمل معها، فيحتفظ بقائمة من المنظمات الدولية والسورية "المسموح بها"، والتي لا يمكن للأمم المتحدة التعامل مع غيرها. وهنا تكمن المعضلة بالنسبة للأمم المتحدة، التي قامت باستثمار مبالغ طائلة من المال في برامج تهدف إلى إنقاذ الأرواح.
بمراجعة آلاف الصفحات من الوثائق، والتحدث إلى عاملين في الأمم المتحدة وعمال الإغاثة، تعرف تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية على العشرات من الصفقات التي قد تثير تساؤلات جديدة حول دور الأمم المتحدة في سوريا، ومدى حياديتها.
الوثائق التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان تشير إلى أن الأمم المتحدة تستمر في السماح للحكومة السورية بتحديد ما إذا كانت المعونات يمكن تسليمها إلى مناطق معينة من البلاد، بل إنها تحدد أيضاً ما الذي يمكن توزيعه وعلى يد من.
وقد قدمت وكالات الأمم المتحدة الدعم لعدد من الوزارات في حكومة الأسد في السنوات الأخيرة، على الرغم من أنها جميعاً تخضع لنظام عقوبات الاتحاد الأوروبي، و تعمل إدارات الأمم المتحدة بصورة مباشرة مع الوزارات السورية، كالتعليم والصحة والعدل، كجزء من خطة الاستجابة الإنسانية.
وبسبب النظام السياسي المغلق في الماضي في سوريا، لم يكن هناك قطاع خيري أو منظمات غير حكومية تمارس عملها في البلاد قبل عام 2006، عندما أطلقت زوجة الأسد، أسماء الأسد، الأمانة السورية للتنمية. لا تزال الأمانة تخضع لاختصاصاتها، وهي تندرج في قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
اكتشفت الغارديان أن منظمة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين أقامت شراكة مع الأمانة السورية على مدار السنوات الأربع الماضية، وسلّمت ما يفوق مجموعه 7.7 ملايين دولار أثناء تلك الفترة. هذا العام (2016)، التزم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية تجاه الصندوق بمبلغ 751.129 دولاراً.
تُعد السيدة الأولى لسوريا شخصية منبوذة في المجتمع الدولي ولا يختلف أحد على أن حكومة زوجها هي المسئولة عن التهجير القسري والجراح وكل ما تعرض له ملايين السوريين داخل البلاد.
قال متحدث رسمي باسم منظمة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين "تتمتع الأمانة السورية بحضورٍ واسع في البلاد وهي واحدة من الشركاء الذين لديهم أكبر قدرة على الوصول والانتشار. وتعمل الأمانة السورية في سبع محافظات وتُشغّل خمسة مراكز مجتمعية.. وهي توفر المساعدة القانونية للذين تعرضوا للتهجير الداخلي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News