المحلية

placeholder

ميشال نصر

الديار
الأحد 04 أيلول 2016 - 07:20 الديار
placeholder

ميشال نصر

الديار

هل دفعت عين التينة الرابية نحو الخطة "ب"؟

هل دفعت عين التينة الرابية نحو الخطة "ب"؟

لا شيء يوحي حتى الساعة بأن المخارج للازمات التي تعاني منها البلاد باتت قريبة، مع سقوط كل المبادرات المطروحة، وآخرها اعادة احياء طرح السلة من صور، حتى كادت كل الحركة الداخلية والزيارات الخارجية تندرج في إطار تمرير الوقت في انتظار القرار الدولي-الاقليمي القادر على إعادة تركيب الخريطة السياسية اللبنانية المبعثرة والحل والربط في الامور العالقة.

واذا كان حجم المشاركة الجماهيرية الحاشدة واضحا لا يحتاج الى تحليل ولا الى تأويل فان ما قاله استاذ عين التينة شرحت مضمونه القوى السياسية والتقطت شيفراته، كل على هواها رامية الكرة في ملعب غيرها. فلا التيار الوطني الحر اعتبر نفسه معنيا بالكلام، اقله علنا، ولا تيار المستقبل رأى في الحديث حول الدلع السياسي انه المقصود، رغم اصابة خطاب صور لاكثر من تيار واضعا الجميع امام مسؤولياتهم عشية جلسة الحوار الوطني وما يرافقها من تهديدات.

فقنبلة «الدلع السياسي»، كانت كفيلة في خلق جدلية بين الفريقين المعنيين به، برتقاليون اعتبروه موجه للزرق، بدليل الاتفاق بين الرابية وعين التينة على قانون انتخابات نيابية ينطلق من المختلط طارحا تحسين بعض المقاعد المسيحية، في مقابل تيار المستقبل التي وجدها تنطبق على المعطل والمهدد بالنزول الى الشارع، رغم اقراره بأن خلاصة كلام بري أن لا افراج عن الرئاسة من دون مكاسب سياسية.

البرتقاليون الذين فوجئوا «بخرق» الاستاذ لاجواء التهدئة مع الرابية، والتي عمل على خطها وزير التربية، عبر اعادة طرحه «سلة التوافق الثلاثية» لحلّ الأزمة الرئاسية ،الساقطة اساسا مسيحيا وسنيا، ولا تحظى بغطاء دولي وفقا لاولوياتها، انتقلوا الى الهجوم في «المعركة المصيرية» التي يخوضونها، عبر فتح ابواب التواصل مع معراب على مصراعيها، لانتزاع الموافقة القواتية على التحرك التصعيدي الذي يزمعون المضي به في الأيام المقبلة، من جهة، ولحشر الحلفاء في زاوية اتفاقهم على مشروع قانون انتخاب واحد، محصنين بذلك خاصرتهم المسيحية، التي دعا الحكيم الى تعزيز مصالحاتها، قبل الشروع في الخطوات المقبلة، وان كان الموقف الذي حمله رياشي الى الرابية متحفظاً عن المواجهة التي يخوضها عون ضد التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.

بري الذي تحاشى مهاجمة مباشرة او مداورة ، لم يحل دون «ان تنعر مسلته الباط العونية، ما اعاد تفعيل محركات الحارة من جديد، املا في «احباط» «الرغبة العونية بإسقاط طاولة الحوار الاثنين، تمهيدا لتحويل الحكومة الى حكومة تصريف أعمال عشية سفر رئيس الحكومة تمام سلام الى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة، ما قد يسبب ضررا بالغا لجهة ما قد يحصل عليه لبنان من مساعدات في موضوع اللاجئين السوريين، وهو ما سمعه المسؤولون اللبنانيون بوضوح من المبعوثين الدوليين، رغم ان مصادر التيار تؤكد ان لا مقاطعة للحوار بل مشاركة واصرار على اولوية طرح مبدأ الميثاقية وتفسيره الدقيق كبند اساسي على الطاولة، على ان يبنى القرار بالنسبة للاستقالة من الحكومة في ضوء نتيجة الطعن المقدم لدى الجهات القضائية المختصة، واستنادا لطريقة تعامل الاطراف في الجلسة المقبلة.

من هنا تكشف مصادرالمستقبل انه على رغم من ان الهدف من السلة قد يكون اخراج المأزق الرئاسي من عنق زجاجة الرابية التي تحتجزه من خلال مكاسب سياسية تقدم لـ «الجنرال» مقابل انتقاله الى الخطة «ب» غير الواردة في اعتباراته حتى الساعة، الا ان تيار «لن يُلدغ من الجحر مرتين» وليس في صدد القبول بالعروض التي يقدمها قادة هذا الفريق، والا كيف تمكن قراءة عرض السيد نصرالله الاخير بالتساهل في قبول عودة الرئيس الحريري الى السراي في مقابل القبول بوصول العماد عون الى بعبدا مع ثبات عين التينة للرئيس بري، كاشفة ان اي تنازل قد يستخدم في بازار المصالح الاقليمية لن يقدم بعد اليوم، فضلا عن ان انتخاب الرئيس لم يكن يوما مرتبطا بأي استحقاق آخر لانه سيّد الاستحقاقات ووضعه في سلة تربط مصيره بأمور اخرى ادنى اهمية يسدد ضربة للدستور الذي لا تحتمل نصوصه الشديدة الوضوح اي تأويل.

في المبدأ مرت كلمة الرئيس بري برداً وسلاماً على السياسة في لبنان. فلا الرابية ولا بيت الوسط معنيون بالانتقادات التي وجهت، ليبقى السؤال الابرز : هل هناك قدرة لاحد على اجتراح حلول بالمفرق؟ فلماذا اذن نفشل في انتخاب رئاسة الجمهورية؟ ولماذا تتأخر ولادة القانون الانتخابي؟ الاكيد ان لا قدرة اضافية للبلد على تحمل المزيد من التعطيل ولا رهن مساراته المؤسساتية بالتسويات الاقليمية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة