أمن وقضاء

ناصر شرارة

ناصر شرارة

الجمهورية
الجمعة 09 أيلول 2016 - 07:43 الجمهورية
ناصر شرارة

ناصر شرارة

الجمهورية

العمليات التي كان ينوي تنفيذها "داعش" في لبنان

العمليات التي كان ينوي تنفيذها "داعش"  في لبنان

إمتاز تخطيط "داعش" للعمليات التي كان ينوي تنفيذها هذا العام في لبنان خلال شهر رمضان بالآتي:

أ- بالنسبة إلى عملية كازينو لبنان، فإنّ الشخص الذي وضَع ترتيبات تنفيذها اللوجستية هو «الياس. و». ويشاع أنّ «داعش» تقصَّدت أن تنهي عملية تضليلِه وتكليفه بالمهمة الإرهابية. والهدف من ذلك هو حرمان القوى الأمنية من الفترة الزمنية اللازمة لمراقبة تحوّل سلوكه وقناعاته، ما يَجعله بمنأى عن المراقبة الأمنية، وهذا عنصر مهم في تأمين عنصر المفاجأة لنجاح أيّ عملية. وللمقارنة فإنّ أكثر ما تشكو منه أجهزة الامن الغربية في هذه المرحلة هو اعتماد «داعش» على عنصر من غير بيئاته، يورَّط في عمل إرهابي بعد إجراء عملية غسل سريعة لتفكيره الايديولوجي ولقناعاته.

وهؤلاء يصطلح داخل أجهزة الأمن على تسميتهم بـ"الذئاب المرقّطة"، في إشارة الى أنّهم لديهم قدرة على تضليل أرشيف بيانات الاجهزة الامنية التي تخزن أسماء الارهابيين الحقيقيين، وحتى المحتملين. ويبدو أنّ "داعش" تزيد من اعتمادها على الذئاب المرقّطة لتحقيق مفاجأة أجهزة الأمن في الساحات التي ترغب بالعمل فيها.

ب - ثمّة تتمّة لحالة التشابه بين عمليات"داعش" في باريس وبلجيكا وتلك التي كانت تُخطّط لتنفيذها في لبنان وحتى تلك التي نفّذتها في القاع؛ ويقع الشَبه في أنّها عمليات مركّبة وتعتمد على إرهابيين انغماسيين يفجّرون أنفسَهم بالتتالي، ويحتجزون في الوقت ذاته رهائن في أماكن لها رمزيتُها، كالكنائس.

ثالثاً - يمكن القول إنّ عام ٢٠١٦ كان عامَ فشلِ "داعش" في لبنان، وأيضاً عام انكفاءِ "النصرة" عن ساحته. وهناك غير سبب لانكفاء الاخيرة، فبالإضافة إلى سبب انحسار وجودها لمصلحة "داعش" على الحدود السورية مع لبنان، هناك ايضاً سبب جوهري آخر يتعلق بالتزام أبو محمد الجولاني لإعطاء اولوية لجهد "النصرة" في لبنان، بالعمل على تنفيذ فتوى لأيمن الظواهري الذي تربطه به علاقات وثيقة وتوحد معه ضد البغدادي. ومضمون فتوى الظواهري كان صدرَ بدايات هذا العام، وعاد الظواهري ليعلنه في رسالته تحت عنوان "احمل سلاح الشهيد" قبل نحو ثلاثة أشهر، وبثّها عبر شريط فيديو على موقع "السحاب" الإعلامي الناطق باسم "القاعدة"، ودعا فيها فروع"القاعدة" في بلاد الشام والمغرب وشِبه الجزيرة الهندية الى إيلاء اهمّية لخطفِ غربيين ومعادين، ومبادلتهم بأسرى مجاهدين، ولا سيّما النساء منهم.

وكان لافتاً أنّ الظواهري شَكر في هذه الرسالة الجولاني، لأنّه بادل في لبنان مجاهدين خصوصاً مجاهدات، بجنود لبنانيين؛ ما يؤكّد أنّ قرار إتمام صفقة المبادلة بالنسبة إلى الجولاني كان في الدرجة الأولى تعبيراً عن التزامه بفتوى الظواهري.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة