المحلية

placeholder

ندره وليم مطران

ليبانون ديبايت
السبت 10 أيلول 2016 - 08:55 ليبانون ديبايت
placeholder

ندره وليم مطران

ليبانون ديبايت

موائدُ عامرة

موائدُ عامرة

ليبانون ديبايت - ندره وليم مطران

غالبًا ما كانَ أحدُ السّادةِ يُدعى إلى تناولِ الغداءِ أو العشاءِ عندَ أصدقائِه، وما أكثرَهم! وإزاءَ تلكَ الدّعَواتِ، كانَ، بدورِه، يدعوهم إلى مطعمٍ فخمٍ، مرّةً في السّنةِ أو مرّتينِ، مُشترطًا على صاحبِ المطعمِ أن يُقدّمَ أفخرَ أنواعِ المآكلِ والحَلوياتِ، غيرَ عابئٍ بالكُلفةِ.

المطعمُ فخمٌ ومشهورٌ بتقديمِهِ أطيبَ أصنافِ المآكلِ والحَلوياتِ. غيرَ أنّه يختلفُ عن المطاعمِ الأُخرى، لأنّه يعتمدُ طريقةَ " إخدِمْ نفسَكَ"، فيدورُ المدعوّونَ على أنواعِ المآكلِ، ويختارُونَ منها ما يشاؤونَ، عائدينَ إلى موائدِهم، وصِحافُهم ملأى بما لذَّ وطابَ، من فصيلةِ الخُضَرِ أو منَ اللّحومِ والأسماكِ الّتي تشتهيها الأعينُ، فتتناولُها الأيدي، فيما الشّفاهُ تتلمّظُ لمرآها.

ولا حَرَجَ، حتمًا، على من شاءَ أن يُناورَ بجولةٍ ثانيةٍ، ليملأَ صحنَه من جديدٍ، أو ليأتيَ بأصنافٍ لم يكنْ قد أصابَ منها في الجولةِ الأولى.

وتلي الجولةُ الأولى جولةٌ ثانيةٌ، تزهو فيها أصنافٌ مُتنوّعةٌ من الحَلوياتِ والفواكهِ. هيَ حَلوياتٌ عربيّةٌ وأجنبيّةٌ، وفواكهُ محليّةٌ ومُستوردةٌ.

المدعوّونَ يأكلونَ هنيئًا ويشربونَ مريئًا؛ وهذا شيءٌ طبيعيٌّ. فهل يُدعى واحدُنا إلى مطعمٍ إلاّ ليأكلَ ويشبَعَ ويتلذّذَ؟

ولكنْ، ما لم يُعجبْني، بصراحةٍ، هو أنّ مدعوّينَ كُثُرًا، تركُوا صِحافَهم شبهَ ملأى، إذ لم يأكلُوا ممّا فيها سوى النَّزْرِ اليسيرِ.

كنتُ أنظُرُ إلى تلك الأطعمةِ الّتي سوفَ تُرمى، من دونِ شكٍّ، في النُّفاياتِ، وأتساءلُ: " لمَ لا يأخُذُ الواحدُ منَ الطّبقِ حاجتَه؟ أليسَ فُقراؤُنا ومُعْوَزونا أحرى بما سوفَ يُرمَى من أطعمةٍ زادَتْ عنِ الآخرينَ"؟

وهنا، وردَ في خاطري قولٌ للإمامِ عليّ (ع) : " ما جاعَ فقيرٌ إلاّ بما مُتّعَ به غنيٌّ".

فحبَّذا لو يُفكّرُ أغنياؤُنا بفُقرائِنا، من وقتٍ إلى آخَرَ.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة