ليبانون ديبايت - داود رمال
ليس في قاموس الاجهزة العسكرية والامنية عبارة "استرخاء" انما استنفار وجهوزية دائمين، لان الخطر المحدق بلبنان نتيجة حرائق المنطقة والارهاب الذي "يولد كالفطر في كل انحاء العالم" لا يمكن الركون معه الى قسط من الراحة او التقاط الانفاس.
والاهم هو انه لا احادية في العمل الامني، "انما تنسيق وتعاون وحتى توزيع ادوار" تؤدي الغرض بأقل ما يمكن من اعباء وتكاليف وخسائر، وآخر النماذج عن التناغم الهادف كان "الاحاطة العالية الفاعلية لما كان يخطط ويعدّ له من قبل ارهابيين يتلقون الاوامر من داعش مباشرة، لجعل مخيم عين الحلوة قاعدة انطلاق لتخريب وضرب الامن القومي من خلال اشغال الجنوب بأحداث وتوترات عبر بوابته صيدا، الامر الذي استدعى رفع الجهوزية المقرونة بممارسة ضغط على القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية اثمرت تجنيب المخيم تجرّع الكأس المرّة".
وينوه مرجع معني في هذا الاطار "بحنكة القيادات العسكرية والامنية التي تمكنت من خلال تنسيقها الدائم تحويل الخطر الى فرصة، لا سيما على صعيد التواصل والتنسيق الدائمين بين القيادة العسكرية وعلى رأسها قائد الجيش العماد جان قهوجي والقيادة الامنية وفي مقدمها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم كونه الاعرف والاعلم بكل تفاصيل الملف الفلسطيني ومحل ثقة وراحة لدى لدى الدولة اللبنانية ولدى الجانب الفلسطيني في متابعة ملف المخيمات وتجمعات اللجوء الفلسطيني على مختلف الصعد".
ويلفت المرجع الى ان هذا الملف محل متابعة وتشاور دائم حول كل تفاصيله ومستجداته، "ويسجّل للواء ابراهيم انه الاكثر قدرة على توليد الافكار والحلول لاي قضية شائكة تتعلق بالوضع الفلسطيني، وهو من موقعه الرسمي وحضوره الشخصي وضع كل امكانياته بتصرف الحكومة اللبنانية، بحيث تم تكرّيس منظومة تنسيق بين مختلف الاجهزة، بدأ المستوى السياسي كما المواطنون يلمسون نتائجها الايجابية الكبيرة على الامن والاستقرار، وهي محل اعجاب البعثات الديبلوماسية العربية والاجنبية، اذ لا تمر مناسبة او لقاء الا ويتعمد السفراء الاشادة بالمستوى الذي بلغته الاجهزة العسكرية والامنية من حرفية عالية نتيجة تظافر جهودها ومنهجية التنسيق القائمة على ادارة للمعطيات والمعلومات والاحتمالات بفطنة وذكاء كبيرين".
ويشير المرجع الى ان "تكامل الضغط السياسي والاعلامي المستند الى معلومات امنية، اثمر وأد محاولة توريط مخيم عين الحلوة في فتنة كبيرة مع محيطه وصولا الى عمق الجنوب، وتم تحقيق الاهداف بلا طلقة رصاص واحدة، ويسجل ايضا لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والحركات الاسلامية المقاومة تجاوبها وتعاونها مع الجانب اللبناني، بعدما وضعت في صورة الخطر المحدق، والذي اول ما سيصيب نحو مئة الف لاجئ فلسطيني داخل مخيم عين الحلوة، فكان القرار اللبناني الفلسطيني المشترك بمنع المس بالامن اللبناني وبأمن المخيمات والحفاظ على الفلسطينيين في المخيم وعلى اللبنانيين في محيطه، بحيث ضيّق الخناق على كل المطلوبين للعدالة في لبنان نتيجة قيامهم بجرائم واعمال ارهابية، مما دفع بالذين ليسوا مصنفين في دائرة الارهاب الى المسارعة الى تسليم انفسهم بدل استغلالهم من قبل الارهابيين عبر تخويفهم مما ينتظرهم من ملاحقة وسجن وتعذيب خارج المخيم، ليكتشفوا بعد تسليم انفسهم ان البون شاسع بين عقل العصابة ومنطق الدولة لا بل لا مجال للمقارنة على الاطلاق، فتمت معاملتهم بكل انسانية".
يؤكد المرجع "ان لا تراجع عن تسليم المطلوبين للسلطات اللبنانية، ولا شروط ولا ضمانات مسبقة لأحد فلا شروط على الدولة اللبنانية ولا امكانية للقبول بشروط، والقضاء هو الذي يفصل، كما ان قيادة الجيش تتصرف من موقع المسؤولية وهي في موقع المؤتمن على دماء شهدائها اي في ذات موقع عوائل الشهداء ولا تفريط بالدماء".
ويشدد المرجع على ان "الطريق الاصح والاقصر امام المطلوبين هو تسليم انفسهم، وعلى سبيل المثال المطلوب فضل شاكر بعث بثلاثة مراسيل مؤخرا يطلب فيها تسهيل تسليم نفسه على ان يغادر لبنان فورا الى قطر، وكان الجواب واحد فليسلم نفسه وتأخذ افادته ويحال الى القضاء وهناك يدافع عن نفسه، لذلك كل من يثبت عدم تورطه بدم العسكريين والمدنيين يخلى سبيله ومن يثبت تورطه ينال العقاب الذي يستحقه استنادا الى ما يجرّم به".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News