مختارات خاصة

الخميس 15 أيلول 2016 - 07:05 الأنوار

بارقة رئاسية ولكن... أما النفايات فمعضلة دائمة

بارقة رئاسية ولكن...  أما النفايات فمعضلة دائمة

هل هناك شيء ما يتحرك في الأفق الرئاسي؟
الداعي إلى هذا السؤال ما أدلى به مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور غطاس خوري، بعد لقائه الدكتور سمير جعجع، إذ أوحى بشيء ما انطلاقاً من وضع البلد الذي يمكن أن يؤدي إلى الإنهيار. يقول الدكتور خوري:
يوجد جوٌ في البلد يعي تماماً أن هذه الأزمة التي يشهدها لبنان سوف تؤدي بالدولة إلى الإنهيار، الأمر الذي يضع كل القيادات السياسية أمام مسؤولياتها، وسوف يعود الرئيس الحريري قريباً من سفره ليتحرّك هذا الملف مجدداً بطريقة ما نحو مكان جديد.
هذا الكلام فتح باب التكهنات على مصراعيه، من دون أن يعني ذلك أن فول الرئاسة قد أصبح في المكيول، ومن اليوم وحتى الجلسة الخامسة والأربعين المحددة لانتخاب رئيس فإنَّ هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تتحرَّك، من دون أن يعني ذلك أنَّ الأمور نضجت، لكن ما هو مضمون، هو ما قاله الدكتور غطاس خوري من أنَّ الرئيس الحريري سوف يعود قريباً من سفره.
أما عدا ذلك فالأمور في تخبُّطٍ هائل. وأسطع دليل على ذلك قضية النفايات.

نعم، النفايات أصبحت قضية في لبنان، فحين تستهلك من حياة البلد ومن أعصاب المواطنين عشرين شهراً، حتى الآن، فهذا يعني ان شيئاً غير سليم يمر به البلد:
فمن كانون الثاني 2015 وحتى اليوم نَدَر أن غاب مصطلح النفايات عن التداول.
أحدث إبداعات هذه القضية أنه وحده في لبنان تمر النفايات في أكثر من محطة ولا تنتهي عند محطة علمية سليمة بيئياً:
فمن المنزل أو المكتب أو المصنع إلى مكب عشوائي، ومن مكب عشوائي إلى مكب تجميع غير مطابق، ثمّ إلى مركز تجميع مؤقت في برج حمود أو كوستابرافا، ثم إلى مركز المعالجة النهائي الذي ليس بالضرورة أن يكون مطابقاً!
نعم، هذا ما يحصل في لبنان، وهذه المراحل تستغرق وقتاً طويلاً، مما يؤكد حتمية أنَّ هذه النفايات ستتحلل وستنتشر أوبئتها ومضارها قبل الطمر أو الحرق أو أية وسيلة أخرى للمعالجة.

في أي بلدٍ في العالم تبقى أزمة النفايات قرابة السنتين من دون معالجة؟
وأكثر من ذلك، هناك عقدة جديدة إسمها النفايات المستحدثة على مدى عشرين يوماً، أي تلك التي تراكمت منذ اندلاع الأزمة الجديدة منذ نحو عشرين يوماً، فما هو مصيرها؟
وإلى أين ستُنقَل بعدما أصبحت غير صالحة لا للفرز ولا للتخمير؟
وإلى أين سيكون مقصدها في ظل رفض استقبالها في كلٍّ من برج حمود وكوستابرافا؟
من جديد، إنَّ الحل الموقت ينتظر حتى السابع من تشرين الأول، أي بعد ثلاثة أسابيع، حينها سيتم نقلها إلى مركز التجميع في برج حمود حيث يكون المتعهِّد قد جهَّز المرحلة الأولى من المشروع قبل بدء الأمطار، هذا يعني أنَّ المشاريع تدخِل العوامل الطبيعية ولُطف المناخ في حساباتها، ما يطرح السؤال التالي:
ماذا لو أمطرت قبل السابع من تشرين الأول؟
هل يجوز أن يراهن البعض على لطف الطبيعة؟
إنَّ المسألة ليست بسيطة على الإطلاق، فما تجمَّع من نفايات منذ أحدث أزمة، يُقدَّر بنحو 25 ألف طن، فكم من أوبئة ستنجم عن هذه الأطنان؟
إنَّ السابع من تشرين الأول لناظره قريب، فكيف ستعالج الحكومة هذه المعضلة؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة