سُئل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عن مستقبل شخص مثلكم في بلد يخضع، حتى مستقبل منظور، إلى سيطرة حزب الله؟ رد جنبلاط: لامستقبل لدي، فهدفي الوحيد هو الحفاظ على البقاء. وآمل بأن أكون قد نقلت هذه الرسالة إلى نجلي. عندما تنتمي إلى طائفة صغيرة، يكون هدفك الوحيد هو حمايتها والحفاظ على البقاء. والبقاء هنا يعني إقامة علاقات جيّدة مع مختلف مكوّنات البلاد، وعلى رأسها حزب الله. هذا هو السبيل الأسلم ليتمكّن الدروز من البقاء والحفاظ على ماتبقّى لهم سياسياً وديموغرافياً. الطائفة في تضاؤل مستمر, هذا واقعٌ علينا القبول به. علينا القبول بهذا الواقع الديموغرافي، في حين أن طوائف أخرى تزداد حجماً باطّراد. لكن مسيحيي لبنان ليسوا أفضل حالاً منّا.
أما عن سؤاله في العام 2005 كنتم جزءاً من فريق 14 آذار الذي ساهم في إخراج السوريين من لبنان. ثم كنتم أول من خرج من التحالف في العام 2009. ماذا يبقى من هذا كلّه؟
فقال جنبلاط: "كان هذا التحالف حلماً جميلاً، لكن لم يكن يملك أي برنامج سياسي عدا إخراج السوريين من لبنان. لقد شعر بشار، ربما لأول مرة في تاريخه - وقد تكون المرة الأخيرة – بالخوف، وأقدم على سحب قواته في نيسان/أبريل 2005. انقسمت البلاد لأننا أصبحنا أسرى الأحلام بأننا قادرون على إضعاف حلفاء بشار في لبنان، أي حزب الله. لكننا كنّا نأمل أيضاً بأن يُبادر مايُسمّى المجتمع الدولي – هذا المفهوم هو أيضاً وهمٌ كبير، كذبة كبيرة – إلى التحرّك لإضعاف النظام السوري. لكنه لم يحرّك ساكناً آنذاك، ولايحرّك ساكناً الآن. في آذار/مارس 2008، وقعت صدامات في بيروت والجبل [بين حزب الله وحلفائه من جهة والمجموعات الموالية لفريق 14 آذار من جهة ثانية]. قرّرتُ الخروج من فريق 14 آذار صوناً لطائفتي. ثمة أولويات، ولم أستطع الاعتماد على أيٍّ كان أو أي شيء عدا حكمة الناس في طائفتي. لقد أقنعتهم، وقد استغرق الأمر بضع سنوات لأتمكّن من إقناعهم، بأن المواجهة العسكرية ستكون بمثابة انتحار للطائفة الدرزية. والآن أُواصل هذا المسار.
ويضيف جنبلاط: لسوء الحظ. لا أعرف أسباب مواجهة سعد الحريري لصعوبات كبيرة، لكن حليفي الأقوى يزداد ضعفاً باطّراد. وهذا محزنٌ. محزنٌ جدّاً.
وعما اذا كان سيضطر، عاجلاً أم آجلاً، إلى عقد مصالحة مع بشار الأسد، في حال بقائه, فأجاب جنبلاط "كلا، لن أفعل ذلك. فهذا يعني نهايتي السياسية. أفضّل الانتحار بشروطي أنا بدلاً من الذهاب إلى سوريا ومصافحة بشار."
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News