مختارات

الأحد 18 أيلول 2016 - 08:17 الديار

دعوة ارسلان لمؤتمر تأسيسي عمره 7 سنوات

دعوة ارسلان لمؤتمر تأسيسي عمره 7 سنوات

دعوة النائب طلال ارسلان الى عقد «مؤتمر تأسيسي» للبحث في صيغة نظام سياسي، تنقذ لبنان من ازماته الدائمة، والامتثال بين ابنائه كل عقد او عقدين من الزمن، جوبهت بالسلبية، والاعتراض عليها، ذهب البعض، كما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى القول، ان ارسلان واجهة «لحزب الله» الذي هو صاحب العنوان، كما ان «تيار المستقبل»، ابدى قلقاً من المس «باتفاق الطائف» الذي اعطى صلاحيات لرئيس الحكومة، وفي وقت كان الرئيس نبيه يؤكد في ذكرى تغييب الامام الصدر في صور قبل اسابيع، بان تطبيق اتفاق الطائف يغنينا عن الدعوة الى «مؤتمر تأسيسي».

وما طرحه رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني»، ليس جديداً، وسبق اقتراح تحدث عنه الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصر الله قبل نحو عامين، فارسلان اعلن عن «المؤتمر التأسيسي» قبل سبع سنوات في 10 ايلول 2009، وفي الذكرى السنوية الاولى لاغتيال احد قادة الحزب الديموقراطي صالح العريضي في بيصور، اذ رأى ان النظام السياسي الذي دعا اتفاق الطائف الى تطويره بعد حرب دامت 15 سنة لم ينفذ، تقول مصادر قيادية في الحزب الديمقوراطي، التي تشير ان ارسلان لم يطرح ما يحاول البعض من السياسيين ترويجه، انه يعوض اتفاق الطائف، ويتآمر على المسيحيين باخراجهم من «الصيغة اللبنانية»، وينهي هوية الكيان اللبناني التعددية، وهذا كله افتراء وكذب وتضليل لمشروع سياسي، طرحه ارسلان، يرى انه يمكن من خلاله انقاذ لبنان من نظامه الطائفي المتهالك والذي يولد الازمات، اليس هذا هو الواقع الذي يعيشه اللبنانيون منذ خروج «القوات السورية» من لبنان، في نهاية نيسان 2005، وبطل وجود راع خارجي لادارة الوضع في لبنان، الذي كان على الراعي السوري للحل في لبنان بعد اتفاق الطائف، ان يساعد في ذلك، ببناء نظام سياسي لا طائفي، من ضمن البنود الاصلاحية التي وردت في «وثيقة الوفاق الوطني» كاقرار قانون انتخابات خارج قيد الطائفي، وانشاء مجلس شيوخ، وتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية، فلو طبقت هذه البنود اثناء الوجود السوري او بعده، وهي مطروحة اليوم، هل يضطر ارسلان للدعوة الى مؤتمر تأسيسي؟

فكل من اعترض على اقتراح «المؤتمر التأسيسي» وهو حق لكل حزب وتيار وفرد، ان يطرح افكاره، وعلى الاخرين ان يناقشوا ما يقدم، لا ان تقوم حملة تخوين ورفض للاقتراح دون درسه ومناقشته مع صاحبه، والبحث في اسباب طرحه، تقول المصادر اذ تشير الى ايجابية حصلت، وهي تحريك الجمود السياسي، وفتح باب للنقاش، وهذا الموضوع تحدث عنه رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني، على طاولة الحوار، عندما اكد ان لبنان يعيش ازمة نظامه، وليس هو ما يقوله فقط، هذا ما وصل اليه اكثر من مرجع وفي مقدمهم البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي الذي دعا الى عقد اجتماعي.

فالازمة التي يعيشها النظام السياسي، هي التي استنبطت فكرة «المؤتمر التأسيسي» وفق تسمية ارسلان، وليسمى اي اسم آخر، لان ما يهم ارسلان، هو الخروج من الازمة، والوصول الى بناء دولة مدنية حقيقية، تقول المصادر، التي تكشف ان اقتراحه موجه الى كل الاحزاب والتيارات والنقابات وهيئات المجتمع المدني، لتعطي رأيها في انقاذ لبنان من نظامه الطائفي، وقد سبق ان حصل «حراك مدني» في العام 2011 و2012 يدعو الى اسقاط النظام الطائفي وتغييره، وبعد عامين من اقتراح ارسلان عقد «مؤتمر تأسيسي» الا يصب ذلك في دعوته.
واذا اراد بعض السياسيين دفن الرأس في الرمال، كما تفعل النعامة، فان ارسلان لن يفعل، وهو بعد تجربة 28 سنة في العمل السياسي، والذي تزامن مع ولادة اتفاق الطائف، والذي لم يولد من رحمه الاصلاح السياسي للنظام، بل مات المولود، فكيف نريد ان يبقى مثل هذا النظام الذي يميت ولا يحيي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة