المحلية

طارق ترشيشي

طارق ترشيشي

الجمهورية
الثلاثاء 20 أيلول 2016 - 07:08 الجمهورية
طارق ترشيشي

طارق ترشيشي

الجمهورية

الطبخة الرئاسية "إستوَت" أم احترقت !؟

الطبخة الرئاسية "إستوَت" أم احترقت !؟

يقول قطبٌ سياسي إنّ تفاؤل العماد ميشال عون المستمر يستند الى أنّه تلقّى من الرئيس سعد الحريري مباشرةً، أو عبر مدير مكتبه نادر الحريري «التزاماً» بأنّه قرّر تبنّي ترشيحه وأنّه سيعود الى بيروت ليحضرَ جلسة الانتخاب للتصويت ونوّاب كتلة «المستقبل» مؤيّدين له.
وفي الوقت نفسه تسرّبَت الى عون «معطيات» عن موقف اميركي «مؤيّد» لانتخابه، وأنّ الإدارة الاميركية «تطبخ» الآن هذا الأمر «بمعزل» عن الموقف السعودي لانشغال الرياض بأزمات اليمن والمنطقة، حتى إذا نضَجت الطبخة تُبادر واشنطن الى إقناعها بها. ويقول أحد النواب «المستقبليين» في هذا المجال إنّ المرجّح أنّ اتّصالاً اميركياً، ربّما عبر وزير الخارجية جون كيري، قد حصَل مع الرياض لهذا الغرض، فيما البعض يقول إنّ أيّ موقف سلبي أو إيجابي لن يتبلور إلّا قبيل جلسة 28 الجاري.

لكن في الوقت نفسه يشير القطب الى أنّه لم يرشح من الرياض أيُّ موقف يشير الى أنّها تؤيّد عون الذي لا يمانع أن يكون الحريري رئيسَ الحكومة الأولى في عهده بعد انتخابه. كذلك يشير القطب نفسه الى أنّه لم يرشح من الرياض أيّ إشارة تأييد أو عدم تأييد للحريري في تولّي هذا الموقع، ويقول البعض إنّ الحريري ربّما يتصرّف في هذا الشأن من تلقائه في اعتبار أنّ القيادة السعودية لا تعارض دورَه السياسي في لبنان على رغم الأزمة المالية التي يعانيها والعالقة في جانب منها بينه وبين الرياض.

وفي رأي هذا القطب السياسي، أنّ الجانب الاميركي ربّما لا يمانع ان يكون الحريري رئيساً للحكومة، انطلاقاً من حسابات سياسية معيّنة، وقد يكون الاميركيون خرَجوا من هذه الحسابات باستنتاج مفاده أنّ الرجل هو الأصلح للوضع اللبناني في هذه المرحلة، وكذلك لمصلحة واشنطن البراغماتية دوماً ويحتسب لمصلحته قبل أي اعتبار آخر.

على أنّ مطّلعين على أجواء الحريري يرون أنّ أمور الاستحقاق الرئاسي بدأت تتسارع منذ زيارة مساعد وزبر الخارجية الاميركي توم شانن الأخيرة لبيروت والتي قابلَ خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ومستشار رئيس الحكومة شادي كرم وقائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ثمّ تغدّى الى مائدة النواب ياسين جابر وباسم الشاب وألان عون أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية ـ الأميركية الذين كانوا التقوه في واشنطن التي زاروها في وقتٍ سابق من هذه السنة.

وقد فهمَ بعض الذين التقوا شانن أنّ الإدارة الاميركية «الديمقراطية» تبحث في هذه المرحلة عن «نصر» تريد أن تستثمره لمصلحة المرشّحة الرئاسية هيلاري كلينتون، فإذا كان التوصل الى وقفِ النار في سوريا والذي لم يصمد بعد يحتاج من هذه الإدارة 9 من 10 لكي تستفيد منه، فإنّه يكفيها ثلاثة من عشرة إذا أنجِز الاستحقاق الرئاسي اللبناني.

ويقول هؤلاء إنّ واشنطن كانت تتمهّل في الماضي للدفع الى حلّ الأزمة بدءاً مِن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بسبب الاهتمام بالخطر على الاستقرار الأمني الذي تمثّله «داعش» وغيرها من التنظيمات المتطرّفة، حيث لم تكن ترى الموضوع الرئاسي ملحّاً، ولكنّها باتت اليوم تراه ملحّاً لأنّ الوضع الاقتصادي والمالي تهدّده مخاطر كثيرة، وبالتالي بات الاميركيون يرون انّ انتخاب رئيس لبنان صار «ضرورةً اقتصادية ومالية للبلد أكثر منها سياسية وأمنية».

ولم يتحدّث شانن في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي من حيث أسماء المرشحين وخلافه، وأوحى أنّ واشنطن «لن تدخل في زوايا هذا الاستحقاق وزواريبه ولكنّها ستعمل مع أصدقائها لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية». وفهم بعض محدّثي شانن أنّ الاميركيين «لم يكن لهم أيّ علاقة بمبادرة الحريري التي رشّح فيها زعيمَ تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. كذلك فهموا أنّ الإدارة الاميركية لن تتدخّل في تفاصيل الاستحقاق ولكنّها قد تستعمل «حقّ الفيتو» على هذا الاسم أو ذاك، ولكن هذا يشكّل قمّة التدخّل.

في أيّ حال فإنّ هذه الأجواء الأميركية ينسفُها ما يصدر من مواقف، وستنسفُها جلسة الانتخاب في 28 الجاري إذا لاقت مصيرَ سابقاتها في حال عدم عودة الحريري وعدم تنفيذ «التزامه الموعود» لعون بانتخابه، والذي يشيعه العونيّون، فيما لم يصدر بعد أيّ موقف واضح بهذا المعنى عن «المستقبليين»...

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة