ليبانون ديبايت - ندره وليم مطران
عادل وسليم شقيقانِ ربِيا كما يَربى، عادةً، سائرُ الأشقّاءِ ، على محبّةِ واحدِهما الآخرَ.
كانا يعيشانِ حياةً بعيدةً عنِ " القيلِ والقالِ" ، مُتفّقَينِ مُنسجمَينِ، إلى أن تعرّف بهما رجلٌ غريبٌ وفدَ إلى قريتِهما. ويومًا بعدَ يوم، توطّدَتْ صداقتُهما به، ولم يستشفّا منه سوى الغَيرةِ عليهما وعلى مصالحِهما.
وشيئًا فشيئًا، راحَ الغريبُ يدُسُّ بذورَ الخلافِ بينَ الشّقيقينِ، فسرى سُمُّ شِقاقِه فيهما من دونِ أن يتنبّها، لأنّه كان يُوشّحُ كلامَه بالنّصيحةِ، ويُغلِّفُ أقوالَه بالمحبّةِ.
إتّسعَتْ شقّةُ الخلافِ بينَ الشّقيقَينِ وتلاسنا وتخاصما، ثمّ تشاتما وتضاربا بالأيدي وسالَ دمُهما، وراحَ كلٌّ منهما يضعُ المَلامةَ على شقيقِه. وعبثًا تداعى المُصلحونَ أهلُ الخيرِ ليُصلحا ذاتَ البينِ، وإذا القريةُ مَقسومةٌ على نفسِها.
إنتقل الغريبُ إلى قريةٍ مجاورةٍ، وحاولَ أن يُكرِّرَ ما فعلَ، مع شقيقينِ آخَرينِ، فما نجحَ. ولأنّه "ذا إرادةٍ وتصميمٍ من فولاذٍ "، عادَ إليهما مُراوِغًا مُتحايلاً على حدِّ قولِ الشّاعرِ:
ويُذيقُ من طَرَفِ اللّسانِ حَلاوةً ويروغُ منك كما يروغُ الثّعلبُ
ولكنَّ خطّتَه باءَتْ بالفشلِ، لأنّ اللُّحمةَ بينَ الشّقيقينِ كانت متينةً.
فمهما حاولَ الغُرباءُ التّفرقةَ بينَنا، فإنّ محاولاتِهم تبوءُ بالفشلِ، شرطَ أن تنسِجَ المحبّةُ رِباطًا لها بينَ قلوبِنا، ويقبلَ واحدُنا الآخرَ، وينبَذَ الانجرارَ وراءَ من يدفَعونَه إلى التّعصّبِ الّذي يعودُ بالويلِ على الجميعِ.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News