مختارات

الخميس 29 أيلول 2016 - 07:10 الديار

الوضع اللبناني اشبه "بخير لا مبتدأ له"

الوضع اللبناني اشبه "بخير لا مبتدأ له"

يجمع السياسيون واهل السلطة في لبنان على ان خارطة الطريق للفوضى الخلاقة التي رسمتها الولايات المتحدة الاميركية للشرق الاوسط الجديد تشمل لبنان اولا واخيرا، كما يجمع الجميع بان الاحداث الاليمة والدامية التي تمر بها المنطقة العربية باسرها تتطاير شظاياها الى هذا البلد غير المحصن بسبب الخلافات الحاصلة بين مسؤوليه مع العلم انهم يعرفون حجم الكارثة التي قد تصيب هذا البلد. وبالرغم من ذلك فان خلافاتهم تزداد وتعمق وكأنهم لم يتعلموا الدرس مما يجري حولهم.

وقد حذرت اوساط متابعة من مغبة عدم لملمة الوضع اللبناني وتحصينه بوجه اي اعتداء او اهتزازات امنية قد يعلم البعض كيف تبدأ ولكن لا احد يدري كيف تنتهي.
واشارت الى ان الجميع يعلم ان لبنان يعيش حاليا حالة معقدة سياسيا لتزايد التجاذبات السياسية بين مختلف اللاعبين السياسيين، وهذا ما أدى إلى حدوث خلل كبير في عمل مؤسسات الدولة التي أصابها الشلل خصوصا بعد أن فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية منذ حوالى 3 سنوات، وما زاد الطين بلة هو أن الحكومة التي يترأسها تمام سلام فشلت فشلا ذريعا في حل المشاكل المستعصية التي يتخبط فيها البلد بالاضافة الى تباعد الرؤى والخصومات السياسية بين أصدقاء الأمس.

المشكلة في لبنان تتعدى الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية بحسب الاوساط، بل تتجاوزه برغبة بعض الدول كالسعودية وإيران وسوريا الى لعب دور محوري وفعال في تغيير خارطة البلد الاجتماعية والسياسية. فسياسة التعايش السلمي التي يعرفها البلد منذ طرد الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 والتي بدأت تطبيقاتها تظهر جليا بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1990 والذي كان برعاية إقليمية وكان يجب على كل الطوائف والمذاهب اللبنانية أن تلتزم به مرغمة لأنها طوال 15 عاما لم تستطع أن تقصي خصومها وأعداءها السياسيين بعد سلسلة اغتيالات لرموز 14 اذار ولا ننسى الحرب الميدانية واصطدامها بجدار الجيش السوري الذي دخل البلاد عام 1975 وخرج عام 2005 وذلك اثر ضغوط كبيرة بعد حادثة اغتيال الشهيدالرئيس رفيق الحريري.

لذلك تشير الاوساط الى ان اللبنانيين لا يريدون العودة إلى تلك المرحلة القاتمة والسوداء من تاريخهم السياسي لذا يجب عليهم البدء بإصلاحات عميقة في بنية الدولة قبل ان يصبح لبنان دولة فاشلة مما سيؤدي الى انهيار سعر العملة الوطنية وازدياد التضخم ووصوله إلى مستويات قياسية غير مسبوقة فلا ننسى إن الاقتصاد اللبناني يتأثر سلبا أو إيجابا بتطورات ومجريات الأحداث السياسية الدولية واللبنانية.

وتختم الاوساط بأن لبنان يشهد تغييرات مهمة , سياسيا واقتصاديا وامنيا وحتى اجتماعيا. واليوم الحديث عن قانون انتخاب جديد وعصري ما هو الا كلام وان حصلت الانتخابات النيابية فستكون على احد القوانين القديمة وان نجحت هذه الانتخابات النيابية ستكون البداية لانتخابات رئيس جمهورية وطبعا وكما هو معروف فان هذا الأمر سيتم بعقد صفقات سياسية مع أطراف دولية وإقليمية لان لبنان لا يمكن أن يترك بدون تدخلات خارجية ما دام قادته وزعماؤه مرتبطين عضويا بهذه الدول. وتصف الاوساط الوضع اللبناني بانه يشبه حكاية ابريق الزيت لها دلالات عميقة وبعيدة وهي شبيهة بروايات شهرذاد التي كانت تؤجل من خلالها الموت وهي تحكي لشهريار حتى صياح الديك. وتضيف انها باختصار حكاية لا تنتهي وهي اشبه بمبتدأ لا خبر له وهذا هو بالضبط ما يحدث سياسيا في لبنان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة