افتتح معهد المواطنة وإدارة التنوع التابع لمؤسسة "أديان"، بالشراكة مع منتدى الفكر العربي، وبتمويل من السفارة البريطانية في لبنان، الإجتماع الإقليمي حول "الإصلاح التربوي لمواجهة التطرف في المنطقة العربية" في فندق البريستول، ويستمر يومين.
حضر الإجتماع النائب بهية الحريري، رئيسة مركز البحوث التربوي في لبنان ندى عويجان، رئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو ونخبة من الأكاديميين والباحثين العرب والمهتمين في مجال التربية.
وألقت النائب الحريري كلمة قالت فيها: "لا نستطيع في هذه الظروف الشديدة المأساوية من تاريخنا أن نهدر الوقت في المراجعة والمساءلة، أو النقد والتقييم، لأن التطورات المأساوية التي تحيط بنا أسرع بكثير مما نتصور. فبينما نحن نعالج أسباب الإصلاح التربوي لمواجهة التطرف في المنطقة العربية يشرد الملايين من بيوتهم ومدارسهم، ويفقدون كل أسباب الحد الأدنى من العيش الكريم".
وأضافت: "عندما نقارب مسألة العنف في منطقتنا، فإننا نتحدث عن آفة تحكمت بحياتنا واستقرارنا ومستقبلنا على مدى ما يقارب السبعة عقود، أي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، ومنطقتنا مسرحا للنزاعات والحروب، والتي تسبب بالكثير من الدمار والإنهيار والتشرد والضياع".
وتابعت: "لا أريد في هذه الدقائق القليلة أن أخرج عن موضوع هذا الإجتماع في حضور نخبة مميزة من رائدات ورواد التربية والتعليم في منطقتنا العربية، وهي القضية التي تشهد تطورا سريعا واستثنائيا على مدى الدقائق والساعات وعلى مستوى العالم، والتي تجعل من الدول المستقرة والمتقدمة في حالة استنفار دائم لمواكبة تحديات التعليم ومستلزماته، ولا شك ان للتعليم دورا أساسيا في تحقيق النهوض والإستقرار لدى كل المجتمعات وعلى مدى التاريخ، إذ إن كل ازدهار وتقدم واستقرار كان للمعرفة والعلوم والثقافة دور أساسي فيه، وان كل فشل وتخلف على مستوى الدولة والمجتمع يؤدي حكما الى الإنهيار والضياع والعنف والتطرف في كل أشكاله".
وقالت: "لقد شهدنا في العقود الماضية أنماطا مختلفة من التطرف، العلماني والقومي والديني وغيره، وهذا نتيجة لسبب واحد وهو الفشل في إقامة الدولة الحديثة بكل أسبابها وفي مقدمتها العدالة التربوية والنهوض التربوي".
وأعلنت الحريري "اننا نمتلك تجربة مؤلمة ولسنوات طويلة من العنف المسلح الذي طال استقرارنا وعمراننا واقتصادنا ومدارسنا وجامعاتنا لسنوات طويلة، وهي موثقة ومتوفرة لكل من يريد البحث في أسبابها وأكلافها. وأيضا نمتلك تجربة في الخروج من العنف والتطرف والقتل والدمار الى النهوض والإستقرار وإعادة البناء والدخول في تجربة وطنية ناجحة. وهي ايضا موثقة ومتاحة، وكان للنهوض التربوي الدور الأساس في إعادة بناء الإستقرار وانتظام دورة الحياة".
وتمنت على "القيادات التربوية في هذا الملتقى عدم التوقف عند هذا الربط بين الإصلاح التربوي ومكافحة التطرف، لأن الإصلاح يجب أن يكون شاملا لكل نواحي الحياة الإقتصادية والثقافية والإجتماعية والبيئية، ما يساعد الأجيال الصاعدة على العيش في بيئة آمنة ومستقرة ومزدهرة، كي لا تستقطب من موجات التطرف التي تسود العالم الآن، والتي تمتلك ومع الأسف الشديد القدرات العلمية والتقنيات الحديثة في ممارسة الإستقطاب والتطرف".
وختمت قائلة: "إننا في أمس الحاجة الى عملية نهوض حقيقية من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة المواطنة والعدالة وحقوق الإنسان، بعيدا عن التسلط والفساد والفشل والضياع".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News