متفرقات

غسان ريفي

غسان ريفي

السفير
الأربعاء 05 تشرين الأول 2016 - 07:11 السفير
غسان ريفي

غسان ريفي

السفير

هل يمكن فصل الإنماء عن السياسة في طرابلس؟

هل يمكن فصل الإنماء عن السياسة في طرابلس؟

يستحوذ شعار «فصل الإنماء عن السياسة» الذي طرحه الوزير أشرف ريفي واتصل بموجبه بالرئيس نجيب ميقاتي وعدد من نواب طرابلس، لإيجاد آلية لترجمته في المدينة، على اهتمام المجتمع الطرابلسي الذي دخلت أطرافه في نقاشات وتباينات حول إمكانية الوصول الى صيغة من هذا النوع. علما أن الفيحاء عموما وفي الوضع الانمائي تحديدا «تنفخ على اللبن لأن الحليب كاويها».

في التجارب، وعلى مدار السنوات الطويلة الماضية، لم تنجح أية محاولة في «فصل الانماء عن السياسة» في عاصمة الشمال. فدفعت المدينة أثمانا باهظة بفعل الصراعات السياسية بين قياداتها، وعلى المستوى الوطني. وأنتج ذلك توترات أمنية، وشللا اقتصاديا، وركودا تجاريا، وتوقفاً لكل حركة التنمية في المدينة التي اتخذت مسارا انحداريا ووضعها في مصاف أفقر المدن على ساحل المتوسط.

يمكن القول إن الانماء في طرابلس توقف عندما فقدت المدينة قرارها السياسي، والتحق أكثر نوابها بتيار سياسي مركزي صب اهتمامه على إنماء بيروت، وتجاهل العاصمة الثانية التي دفعت ثمن التبعية السياسية، تعطيلا في المرفأ والمعرض والمصفاة، وفي نحو 80 مشروعا تم إقرارهم في مؤتمر إنماء طرابلس عام 2002. لكن هذه المشاريع أكثرها بقي حبرا على ورق.

ومع استمرار الصراعات السياسية في طرابلس، تلاشت المئة مليون دولار التي أقرتها حكومة ميقاتي لتنفيذ مشاريع حيوية في المدينة، وحاولت الحكومة بيع الطرابلسيين من جيوبهم بتمويل مشاريع كانت مقرة في السابق ومن المفترض أن يكون لها تمويلها الخاص.

ومع تجدد الانقسام الذي فرضته الانتخابات البلدية التي أنتجت بلدية لا تبشر انطلاقتها بالخير حتى الآن، بدا الصراع السياسي في ذروته بين التحالف الطرابلسي، وبين الوزير أشرف ريفي الذي رفع خطابه الى حده الأقصى مطلقا نيرانه السياسية على الجميع، وصولا الى إعلانه عن انتهاء الرئيس سعد الحريري سياسيا.
في غضون ذلك، لاحت في الأفق بوادر «لوبي نيابي طرابلسي» لمتابعة مشاريع طرابلس، تشكلت نواته من الرئيس ميقاتي والنائب محمد كبارة اللذين حصلا على وعد من الرئيس نبيه بري بتعيين 20 موظفا في الضمان الاجتماعي لسد النقص الحاصل، وبتعيين كشافين جمركيين في المرفأ. كما وعدهما وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، بحلحلة ملفات الموقوفين من ابناء طرابلس.

ووسط كل هذا الانقسام، فاجأ الوزير ريفي الطرابلسيين بهدوء سياسي غير مسبوق، وبطرح فصل الانماء عن السياسة. هذا الأمر ترك سلسلة من الاجتهادات في أوساط المدينة لمعرفة الهدف الذي يحاول وزير العدل الوصول إليه.

وإذ يكتفي ريفي بالتأكيد أن «استمرار الخلافات السياسية ستؤدي الى مزيد من حرمان طرابلس وأهلها، وعلينا أن نتعاون للخروج من عنق الزجاجة إنمائيا»، يرى متابعون أن هذا الشعار براق للغاية، لكنه يخفي وراءه «كراهية سياسية» تترجم على مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار ريفي وأنصار سائر قيادات المدينة، ما يكشف حجم الهوة القائمة بين الطرفين.

ويؤكد المتابعون أن الانماء لا يمكن فصله عن السياسة، لأن دور السياسة هو إيجاد آليات للتنمية، كما أن الظرف السياسي غالبا ما يفرض عملية الانماء. وبالتالي فإن التعاطي الانمائي بين الأفرقاء يحتاج أقله الى تقارب في بعض وجهات النظر، وهذا الأمر مفقود في طرابلس لا سيما بين ريفي و»المستقبل».

ويخلص هؤلاء الى القول: ربما وجد ريفي أنه لا يستطيع أن يكمل على هذا النحو التصعيدي، لذلك قرر التفرد بالسياسة، والتشارك بالانماء، لكن هل في كل مرة ستسلم جرّة ريفي؟.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة