بري – عون..العلاقة المستحيلة؟!

ليبانون ديبايت - المحرر السياسي

منذ عودة العماد ميشال عون الى لبنان في العام 2005 وصولا الى الانتخابات النيابية في العام 2009 وتحديدا في قضاء جزين وربطا بالاداء العوني في الحكومة والمجلس النيابي، والمشكلة تكبر بين عون والرئيس نبيه بري وخلاصتها انه لا يوجد اي انسجام بين الرجلين لى الرغم من محاولات تركيب خلطة تنتج مودة لا زالت مفقودة الى يومنا الحاضر.

لا يخفى على المعنيين، ان بري لا يحب عون لان الاخير من الصعب انتاج وفاق معه حول الملفات الداخلية مما يعني كربجة عمل الدولة، لا بل هو لم يتغير منذ العام 1988 وهو مهجوس بتصفية الحساب، ومهما حاول الظهور بمظهر مختلف الا انه عندما "تحزّ المحزوزية" يبين على حقيقته، وايضا عون لا يحب بري ويعتبره حليف استراتيجي لتيار المستقبل وللتركيبة الممسكة بالبلد ولو لم يكن كذلك ما كانت الامور وصلت الى هنا، وحصلت عدة محاولات للتقريب لكنها كانت صعبة وكلما تم القيام بخطوة الى الامام لا تنجح، ولا بد من الاعتراف انه لولا وزراء حزب الله ولولا اداء الحزب الاطفائي لكانت انفجرت الامور بشكل غير مسبوق بين حركة امل والتيار الوطني الحر في الحكومة وخارجها.

والثابت ان عون لا يستطيع ان يتحمل بري وهو في ذلك حساباته خاطئة، لانه مهما كانت الظروف لا يمكن تحت اي اعتبار التفريط بالحلف النهائي بين حزب الله وحركة امل والذي تسقط كل المحرمات في سبيل الحفاظ عليه، اما جبران باسيل فلديه مشكلة مع الجميع وصولا الى داخل تياره، لديه طريقة مختلفة في التعاطي والمشكلة ان عون يرى الدنيا من وراء باسيل، ومن دون شك هو ذكي ويستغل علاقته القوية جدا بعمه الجنرال لكي يهيمن على كل شيء، وطريقة مقاربته للامور طريقة فجة.

مقتنع جنرال الرابية انه في موضوع ترشيح سليمان فرنجية هي تركيبة بدأت عند الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط ومن ثم وصلت الى الحريري، وبالتالي جنبلاط لا يستطيع ترشيح فرنجية ولديه هنري حلو مرشحا ولا بري يستطيع ترشيح فرنجية لان الامور قد تتورّم مع حزب الله فذهبوا الى المكان الذي يجب ان يذهبوا اليه اي الرئيس سعد الحريري، ولولا ان بري شريك حقيقي في موضوع ترشيح فرنجية ما كان لهذا الترشيح ان يمر، لذلك كل هذه الامور متراكمة فوق بعضها ولا كيمياء بين الرجلين ويمكن وصف العلاقة بينهما بالمستحيلة.