نفايات جونية تغزو "أبي سمراء"!

بدأت تفاصيل الكارثة البيئية التي تواجهها طرابلس تتكشف تباعا، بعد العثور على مطامر ومكبات عشوائية للنفايات في زيتون أبي سمراء، كانت قد نقلت إلى المنطقة على دفعات.
يعود تاريخ بداية النقل إلى نحو عام تقريبا إثر أزمة النفايات التي شهدتها مناطق بيروت وجبل لبنان، وتجددت قبل نحو شهرين.

تتكثف الجهود في عاصمة الشمال من أجل إيجاد حل لهذه الكارثة، قبل حلول فصل الشتاء، وتحسبا لما يمكن أن تسببه الأمطار من تلوث في المياه الجوفية.

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن نحو 150 طنا من النفايات رميت في زيتون أبي سمراء، نصفها تم طمرها عشوائيا، ونصفها الآخر رمي في أماكن وعقارات متفرقة، والمفارقة أن أكثرية هذه الكميات هي من بلدية جونية التي كانت ترسل نفاياتها عن طريق سماسرة من المنطقة، وذلك لقاء مبالغ مالية، إضافة الى بلدتي ذوق مكايل والمكلس اللتين ضبطت شاحنات تعود لهما، وتم توقيفها من قبل أحد مخافر المدينة في تواريخ متفرقة.

وقد شهد خط جونية ـ طرابلس أخيرا، نشاطا ملحوظا للشاحنات التي تنقل نفاياتها الى زيتون أبي سمراء حيث تأكد لعدد من أعضاء المجلس البلدي المتابعين لهذه القضية وجود كميات كبيرة من النفايات الجديدة، تشكل خطرا بيئيا حقيقيا قد ينعكس ضرارا كبيرا على بساتين الزيتون وعلى المياه الجوفية التي تغذيها مع مناطق محاذية ومحيطة بها.

وقد تبين للمتابعين ميدانيا وجود مطمر أول بطول 50 مترا وعرض حوالي 10 أمتار، ومطمر ثان بطول 35 مترا وعرض 25 مترا، إضافة الى مطمر ثالث أصغر حجما، فضلا عن مساحات تجتاحها النفايات التي رميت فيها عشوائيا، وبقيت مكشوفة، لا سيما في الطرق المؤدية الى جامعة الجنان، جامع الأبرار، السكة البيضاء، وذلك من دون حسيب أو رقيب.
أمام هذا الواقع تقدمت الجمعية التعاونية لمزارعي زيتون أبي سمراء بشكوى أمام النيابة العامة، ضد مجهول وأرفقتها بشكوى ثانية أمام بلدية طرابلس، وقد بوشرت التحقيقات لمعرفة كل الفاعلين والشركاء والمتدخلين في تلويث بيئة طرابلس عموما وأبي سمراء خاصة.

وعلم أن مجلس بلدية طرابلس ناقش في جلسته التي عقدت أمس الأول أزمة المطامر والمكبات العشوائية المستحدثة في زيتون أبي سمراء، فتم تكليف رئيس البلدية المهندس أحمد قمر الدين توجيه كتابين: الأول، الى وزارة البيئة يطلب فيه من الوزير محمد المشنوق أن يقوم بواجباته تجاه سحب هذه النفايات التي وصلت الى طرابلس بسبب أزمة النفايات في بيروت وجبل لبنان وعلى نفقتها، والثاني الى وزير الداخلية نهاد المشنوق للقيام بما يلزم تجاه بلدية جونية التي تبين انها المصدر الأساسي للنفايات.

وطلب المجلس تكليف محامي البلدية رفع دعوى على كل من ثبت من خلال التحقيقات التي أجريت في مخفري أبي سمراء وباب الرمل تورطهم في أعمال الطمر غير الشرعية وتحميلهم كامل المسؤولية القضائية والمالية.

كما تم تكليف اللجنة الصحية في البلدية برئاسة الدكتور عبد الحميد كريمة بمساعدة اختصاصيين بيئيين بدراسة الأثر البيئي والصحي للنفايات قبل حلول الشتاء، واتخذت البلدية قرارا بتركيب كاميرات مراقبة في النقاط المركزية المشرفة على منطقة زيتون أبي سمراء والطرق المؤدية لها، لمراقبتها على مدى ساعات النهار.