عقرب البوصلة على لبنان

يُحسَد لدى اليهود، من يحصل على ميدالية = جابوتينسكي = في اسرائيل وخارجها «لانجازاته البارزة» لمصلحة الدولة اليهودية، كما جرى عام 1981 يوم قصف طيار اميركي المفاعل العراقي = آوزيراك = فاقام «نتنياهو» الصلاة في القدس بمشاركة اسرائيلية يمينية ومسيحية يمينية.

فكم من «جابوتينسكي» عربي يستحقها دونما حاجة الى طيار او طائرة؟؟

وكم من حاقد عربي، على عربي؟ او حاكم خليجي او ولي الامر يشتهيها؟

ومع ان الفضيلة ليست في ان تتجنب الرذيلة، بل في الا تشتهيها فان الاحقاد السياسية تبقى داخل الاطار اللبناني، رغم شماتة الاعداء.

ومع ان البغض يبرز كل عيب فلا من عين سياسية، رأت ذاتها... فاعتدلت، ولا من اتعظ بالتجارب مع ان التجارب مدرسة الرجال.

لن نرى ضوءاً غير موجود، ولا نتعامى عن ضوء يشع، ولا نشارك اهل السلة، والسل، ولا نؤمن بالميثاقية كحل، ولا باللامركزية المرتجلة المصابة، بالعمى الطائفي والمذهبي، ولا نرتاح للحوارات المستديرة بعد ان شرب الدهر عليها وشاخ... وخرف!

تمر المنطقة العربية بظروف تفرض على «المخيم» اللبناني الذي يحتوي كل «دواعش» الارض، والتي انتقلت معاركه، من الحرب بالنظارات الى الميادين مباشرة، ومنها الى المراجع الدينية، التي لم تجد في بيان المطارنة الموارنة الاخير، كالطائفتين الكاثوليكي والسريانية ما يكفيهما من محتويات «السل» اللبناني، واكتمل بالتحرك السني الذي قام به سماحة المفتي دريان، حفاظاً على... ما تبقى على حد قوله: من كرامة العلماء المسلمين... المعترضين على توقيف الشيخ بسام الطرّاس، الذي أطلق سراحه عدة مرات، ثم اعيد توقيفه لثبوت الاتهام الاخير!!

نترك الميدالية الاسرائيلية التي تمنح لمن يخدم الدولة الصهيونية، لنأتي الى لبنان حيث تقيم «مرتا» المهتمة بأمور كثيرة والموضوع واحد.

فما ورد في الانجيل المقدس عن اهتمامات «مرتا» لا ينطبق على غير اقارب «مرتا» وتحديداً في لبنان، حيث الأنا... ومن بعدي الطوفان.

كل ما جرى، ويجري الان، وبعد اوان على ارض لبنان، هو امر من اثنين: انا والمال: والمال وانا، وبعدنا، شعبنا، او من التزم بأمرنا، وما يُحكى عن حق لا بد منه، فالحق لا ينقاد إلا لقادر، ومن صارع الحق صرعه.

كلام يصح حلاً انتخابياً اذا اتفق اسياد الغابة اللبنانية على قانون انتخاب يبدأ من «عين التينة» الى الجنوب ويحظى بوفاق «شرف» بين الرئيس بري والعماد عون، مع ملاحق من هنا وتنازلات من هناك تصب منافعها في خانات... عربية، وخليجية ارضاء لسعد ووعد.

لبنان في تكوينه الجغرافي وتركيبته الديموغرافية، يقع ضمن دائرة تستدعي التنبّه للبوصلة، لان = عقربها = المتحرك يعمل... بين الخليج، واسرائيل، وايران، وسورية المتحالفة مع روسيا. ويقع لبنان عند أي تحرك له، في قبضة نصلّي ليمرّ العقرب ولبنان لا يزال بخير دون ميدالية دولية، أو فيدرالية.