الحوار كما تقول احدى المرجعيات اللبنانية هو لوضع النقاط على الحروف ولحسم القضايا العالقة التي أصبحت بمثابة مشكلات مزمنة حوار سهل بعيد عن التعقيد لكن تحقيقه يمر بمحطات تتطلب من الطرفين اي فريقي 14 اذاروالثامن منه وحسم أمريهما في أكثر من مسألة، الأولى إمتلاك لبنان الاستقلالية في اتخاذ القرار وإدراك المتغيرات التي غدت واقع حال على الأرض والتصريح علناً عن الرغبة في خوض الحوار من أجل إيجاد الحلول وتأكيدها على عقد العزم على نسج علاقات طبيعية مع الجميع لصالح الجميع والإقرار بالأخطاء المرتكبة والتعهد بعدم تكرارها في المستقبل والإبتعاد عن المواقف المتناقضة مع الدستور ومع الأسس الديمقراطية في كل ما يتعلق بالشأن اللبناني. واللجوء الى معادلة واضحة المعالم والتفاعل معها قائمة على المصالح العامة ومستندة على مقومات إيجابية غير تقليدية .
وفي المقابل، لقد حان الوقت بالنسبة للبنانيين كي يشرحوا ما في أذهانهم بوضوح تضيف المرجعية، ويعلنوا عن مطاليبهم التي تتجسد في استحالة تخليهم عن حقوقهم الطبيعية والتأكيد على أنهم عازمون ومتشوقون الى تقرير مصيرهم وتحقيق طموحاتهم المتواضعة المشروعة كاستراتيجية بعيدة المدى، ويعلنوا للملأ ما يريدونه، وما هي سياساتهم كي لا يساء فهمها، بل كي يتم فهمها وتفهمها وتفهم ما في طياتها من رغبات وطموحات لكي لا تبقى التكهنات أسباباً للخلاف والاختلاف وتترجم على الساحة السياسية بصور مبعثرة وأحيانا أخرى معكوسة وبالتالي تجعل الإتفاقات تجميلية وتكتيكية مؤقتة ونوعاً من تجميد الاختلاف تحت عنوان أو آخر . والسؤال هنا: هل في الأفق ما يفيد بأن هناك مؤشرات على نجاح الحوار لانتخاب رئيس للجمهورية ؟
واشارت المرجعية الى انه انطلاقاً من الفرضية القائلة ان لبنان جزء من بنية نظام الصراع في منطقة الشرق الأوسط الواسع وهو نظام يقوم على محورين رئيسيين هما النزاع العربي ـ الإسرائيلي الكلاسيكي، والنزاع الإيراني ـ الغربي في منطقة الشرق الاوسط نبحث عن الوسائل التي تسمح للبنان بأن يتكيف مع المعادلة العربية والاقليمية ويعزز توازنه الداخلي ويواجه التهديدات الخارجية ويحمي سيادته وقراره المستقل . وفي اطار هذا السعي نفترض ان ادارة علاقة لبنان بأزمات المنطقة لا تعني بالضرورة ابعاده او فصله عنها بل ان ادراك الطبيعة النظامية للصراع الاقليمي بمحوريه الرئيسيين المتقاطعين قد يساعد في الحفاظ على وظيفة لبنان الجيوسياسية باعتباره «منطقة عازلة» تُصفى فيها النزاعات و«حاضنة اقليمية» تمتص التحولات والمشاكل التي قد تطرأ على المعادلة العربية ـ الاقليمية ـ الدولية. وتستوعبها في عملية التخطيط لانتخاب رئيس للبنان والممارسة السياسية .
وتتساءل المرجعية كيف يمكن توصيف الحالة الراهنة اي المعادلة الاقليمية التي تلقي بثقلها على لبنان في الوقت الراهن ؟ للوهلة الاولى تبدو المنطقة في حال ترقب وانتظار قلق لما ستسفر عنه الانتخابات الاميركية المرتقبة على صعيد تركيبة انتخاب رئيس للجمهورية التي ستأتي في سياقها وخياراتها السياسية. النتيجة اننا في لبنان ومحيطه العربي نواجه مرحلة انتقالية في النظام الاقليمي تتسم بسيولة سياسية كبيرة واستقرار رجراج لا نعرف في المدى القريب كيف ستنتهي وعلى اي توازنات سوف تستقر . رغم ذلك، ورغم السلبيات الكثيرة، فإن الأمر الذي لابد منه بين القادة السياسية هو الحوار ولكن المطلوب الأهم هو الوضوح في غايات الحوار والحذر والدقة أثناء اللعب بأوراقه وعدم القبول بأن يكون مفتوحاً وبلا أفق والإتكاء على الزمن والتستر خلف الشعارات أو أن يكون حواراً من أجل الحوار فقط وهو حوار الطرشان .
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News